بسم الله الرحمن الرحيم

 

جريدة " الفجر الجديد " : صوت ثوار دار فور

جريدة إلكترونية شبه أسبوعية

 

الثلاثاء 8 ربيع الأول 1425 ه الموافق 27 إبريل 2004 م

 

العدد (9)

 

حشد الهتافة على أسنة الرماح لاستقبال البشير  !

 

الفاشر : من ج . ج . ن مراسل الجريدة بشمال دار فور   

 

يقوم الرئيس عمر البشير اليوم الثلاثاء (27 إبريل )  بزيارة إلى الفاشر ،  قيل انه بصدد افتتاح اكثر من مائتين مشروع  من مشاريع التنمية في دارفور . اغرب ما قيل عن هذه الزيارة- غير عدد مشاريع التنمية التي يفتتحها الرئيس -  هو أن الأهالي في القرى المحيطة بالفاشر اشتكوا خلال الأيام الماضية من وفود من رجال الأمن والمسئولين يمرون على القرى ويطلبون من المواطنين التجمع عند الصباح الباكر من يوم الثلاثاء ، رجالا ونساء للتوجه إلي مطار الفاشر بواسطة اللوارى التي تصل لهذا الغرض . وهذه  ليست المشكلة ، وانما المشكلة في التهديد العلني الذي يعقب هذا " الطلب الرسمي " وهو انه في حالة  رفض سكان أية قرية الخروج لاستقبال الرئيس فان الحكومة المحلية سوف تسمح لمليشيات الجنجويد بالإغارة على هذه  القرى ! 

 

تحليل الخبر :

 

يذكر قراء هذه الجريدة إن سعادة الرئيس قد اجل زيارة معلنة من قبل إلى دارفور نتيجة لتهديد جاد ومباشر أطلقه أمين عام " حركة تحرير السودان " القائد منى اركو مناوى ، إذا اقدم الرئيس على هذه الزيارة ، وذلك عقب إعلانه التضليلي بان الحرب في دارفور قد  وضعت أوزارها  وانتهت العمليات العسكرية تبعا لذلك. ويذكر الجميع أيضا التطورات الدراماتيكية للحرب عقب هذا التصريح الغير مسئول  ووصول المعارك على أطراف المدن الكبيرة في دارفور بما فيها عواصم الولايات الثلاث . ولحسن حظ الرئيس ، أو قل انه ترك التهور وتصرف بحكمة عندما تعلق الأمر بحياته الشخصية ، اخذ برأي قيادات الأمن في دارفور واجل الزيارة من دون حتى ذكر أي سبب . أما الآن ونحن نعيش أجواء وقف إطلاق النار الموقع بين الحكومة وثوار دارفور ، فان توقيت الزيارة ينم عن انتهازية صارخة وبل يعتبر ذلك نوع  من تصعيد العدائيات  ضد الحركة لان  التهديد المذكور سابقا يعتبر ساريا حتى الآن لولا مفعول وقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين . إلا أننا نطمئن سعادة الرئيس ونقول له أن سلوك وأخلاقيات أهل دارفور لا تسمح لنا  بتنفيذ تهديدنا السابق لان  هنالك عهد موقع ونحن نحترم العهود ولسنا كالذين يستبيحون حدود الدول المجاورة لممارسة القتل والغدر ضد أعضاء وفود الحركة المتحركين إلى مقر المفاوضات في انجمينا .  رغم أننا ملتزمون ببنود وقف إطلاق النار ، إلا أننا نحذر الأجهزة الأمنية في دارفور وأقطاب الفتنة المحليين من مغبة تهديد الآمنين وشراء الذمم لاجبار الناس على استقبال البشير وكما نحذر البشير نفسه من استغلال هذه الزيارة لممارسة العدائيات  ضد الحركة لان ا لمضى في هذا الاتجاه بوجود اتفاقية لوقف إطلاق النار  يعتبر استغلالا لهذا الظرف ، وإذا تكررت مثل هذه الزيارات باستغلال هذا الظرف ، فان الحركة أيضا تحتفظ بحقها من الخيارات لتسجيل " زيارات " لمناطق خارج  الإقليم، وعندها سوف لا نحتاج  إلى تهديد الأهالي أو شراء الذمم لاستقبالنا  هناك .

أما بخصوص الخبر المثير وهو أن الرئيس يقوم بالزيارة لافتتاح مشاريع تنمية تفوق (200) المائتين فإننا نعتبر ذلك نوع من عدم احترام عقلية أهل دارفور وبل  أسلوب صارخ من أساليب ممارسة  التهميش باستغفال الناس وتضليلهم  . وبهذا الخصوص فقد ورد للجريدة  تعليقين ، واحد  من أحد الظرفاء والآخر من أحد الخبثاء .

فقد ذكر الخبيث أن سلطات الإقليم ، وفى إطار طمس آثار جرائم التطهير العرقي في المنطقة واستقبال لجان التحقيق الدولية خططوا لبناء حوالي مائتين أو اكثر من القطاطى(البيوت الشعبية المبنية من القش )  موزعة على القرى التي تم حرقها وطرد أهلها من قبل الجنجويد وطلب من البشير في زيارته الذهاب إلى هذه القرى الخاوية على عروشها  وافتتاحها قطيه بعد أخرى مع اعتبار كل قطيه مكتملة البناء مشروعا تنمويا قائما بذاته !

 

أما الرجل الظريف ، فقال إننا في دارفور قد رفعنا السلاح نتيجة للتهميش وتغول مجموعة قليلة من أهل السودان على جل موارد البلد،  فلا يمكن إذن  أن نسمح لانفسنا أن نستحوذ على مشاريع جديدة اكثر من  عشرات الأضعاف من المشاريع القائمة أصلا في السودان دفعة واحدة ، ونترك إخواننا في المناطق المهمشة الأخرى من غير مشاريع ، كما أن الحصول على  مثل هذه الحصة الضخمة من مشاريع التنمية قد تجلب علينا ( العين ) في دارفور من الحاسدين من الأقاليم الأخرى . عليه نطلب من سعادة الرئيس أن يأخذ الأقاليم المهمشة الأخرى  بعين العدل ، ويحيا العدل في عهده الميمون ! 

 

الحكومة السودانية وربيبتها تشاد تطبخان طبخة فاسدة مع اثنين من الفاسدين !

 

تفاجأ الكثيرين من أفراد الشعب السوداني في الداخل والخارج  مساء يوم امس الاثنين بإعلان من التلفزيون السوداني يفيد بأن الوفد الحكومي في مفاوضات انجمينا قد وقع ما سمى ب " اتفاق سلام " مع الحركتين المسلحتين في دارفور، وقد وقع عن  " حركة تحرير السودان " السيد / آدم على شوقار  . وهذا الإعلان كان مفاجأة بالفعل لان طوال الفترة التي أعقبت توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في يوم 8 إبريل الماضي ، كان الكلام يدور حول أمور إجرائية من المفترض أن تأتى تباعا بعد الهدنة ولكنها  لم تكتمل ، هذا غير الكلام الكثير الذي قيل عن عدم حيادية الوسيط والدعوة التي انطلقت من بعض الدوائر المرتبطة بقضية دارفور للانسحاب من دولة تشاد كمقر للمفاوضات . وبالتالي قوبل هذا الإعلان في هذه الأجواء بكثير من الشكوك من المهتمين بقضية دارفور . ولكن مع بزوغ شمس اليوم التالي لهذا الإعلان  خرج القائد/ منى اركو مناوى ، أمين عام حركة تحرير السودان   ببيان وضع النقاط  فوق الحروف وذكر أن الذي وقع على ما سمى بالاتفاق غير مفوض من الحركة  لهذ العمل وبالتالي الاتفاق غير ملزم للحركة والمذكور لا يمثل  إلا  نفسه . وصدر بيان مماثل من حركة العدالة والمساواة متبرئة من مندوبها الذي قام بالتوقيع مع مندوب الحركة ممثلين للحركات المسلحة  . رغم انه لم تتوفر حتى الآن التفاصيل الكاملة عن فحوى الاتفاق الا انه تسرب أهم بند فيه وهو الموافقة على حضور الحركتين لمؤتمر البشير " للسلام والتنمية " والذي دعا له البشير فى السابق الحركات المسلحة لحضوره ، وفشل فعليا لرفض هذه الحركات الحضور . ونشير بهذا الصدد أن حركة تحرير السودان قد سبق وشرح موقفه من هذا المؤتمر وذلك ببيان ضاف عدّد فيه الأسباب التي جعلته ترفض المشاركة في مثل هذا المؤتمر "المسرحية " .

وبسؤال الجريدة لبعض الدوائر القريبة من  مقر المفاوضات في انجمينا عن الملابسات التي جعلت أشخاصاً غير مخولين بالتوقيع على مثل هذا الأمر الخطير ، أكدوا أن الشخصين اللذين وقعا عن الحركتين ،  ورغم معرفتهم ومعرفة الوسيط ووفد الحكومة بأنهم فعلا غير مخولين لهذا العمل ومع ذلك خضعوا لضغوطات " نوعية " من قبل الوسيط ووفد الحكومة حتى وقعوا في النهاية وهما يعلمان قبل غيرهما أن هذا العمل الذي أنجزاه سوف لا يتعدى أثره الأبواب المغلقة التي حبسوا  بداخلها لغرض إتمام هذه المهزلة . وقد أفاد مصدر مقرب من قيادات الحركة انهم بصدد إصدار بيان تكميلي لشرح المزيد من الملابسات في هذا الشأن وذلك خلال الساعات القادمة .  

 

محاولة اغتيال وفود الحركة إلى المفاوضات  في تشاد :

 

تكشفت تفاصيل جديدة عن محاولة اغتيال اعضاء الحركة المتجهين الى انجمينا لحضور جلسة المفاوضات قبل ايام حيث ذكرنا فى اطار نقل الخبر فى العدد السابق انه تم اغتيال ضابط تشادى كبير لخطأ فى رصد الهدف المقصود (وفد الحركة ) من قبل المخابرات السودانية .

الجديد فى الامر انه بالفعل تم اغتيال ضابط برتبة عقيد هو ووالدته عندما كانا فى سيارة الضابط فى طريقه الى انجمينا العاصمة فى رحلة لاحضار الوالدة المريضة من قرية الضابط الاصلية الى مستشفى فى انجمينا . المضحك والمبكى فى نفس الوقت فى هذا الموضوع  ان هنالك مساعى تجرى الآن مع ذوي الضابط المقتول من قبل المخابرات السودانية لتسوية الامر وذلك بدفع دية لآهالى القتلى من قبل الحكومة السودانية .  ولمصلحة القراء ولاجراء المقارنة ، نذكرهم بحادثة قتل رجل الاعمال السودانى ( ابن عمر ) فى انجمينا قبل عدة اشهر والسرعة التى تم توجيه التهمة لمجموعة من السودانيين ومحاكمتهم على عجل  واعدامهم (Summary executions )   ، حيث راجت وقتها اشاعة قوية فى ان العملية من بدايتها وحتى اعدام المتهمين على عجل ، لا تخرج من كونها لعبة مخابرات للتخلص من رجل المخابرات السابق للحكومة السودانية والذى استقر اخيرا فى تشاد وهو السيد/ الدومة على احمد والذى اعدم مع مجموعة من  ضيوفه الذين يقيمون معه . الهدف من ذكر هذا المثال هو لاثبات الدور المتنامى والقوى للمخابرات والامن السودانى فى دولة تشاد والذى ربما سيؤثر فى اتخاذ القرارات السيادية فى دولة تشاد فى المستقبل .

 

وصول رئيس الحركة والامين العام الى اسمرا :

 

يتواجد في هذه الأيام كلا من السيد / عبد الواحد محمد أحمد نور رئيس " حركة تحرير السودان "  والقائد / منى اركو مناوى ، الأمين العام للحركة ، فى العاصمة الإرترية اسمرا وذلك للتفاكر مع أعضاء التجمع الوطني الديمقراطي وبحث قضايا الوطن  بالإضافة الى الالتقاء مع القيادة الإريترية ومناقشة القضايا المشتركة وكذلك لتقديم  الشكر للقيادة الإريترية لاستضافته لمقر التجمع . ويشار الى ان حركة تحرير السودان قد انضم الى عضوية التجمع السوداني الديمقراطي قبل اشهر قليلة .

 

إطلاق سراح مراسل قناة الجزيرة / إسلام صالح :

 

أعلن اليوم عن إطلاق سراح الأستاذ / إسلام صالح مراسل قناة الجزيرة الذي تم اعتقاله من  قبل نظام الإنقاذ قبل شهور بدعوى تقديم تقارير مضللة عن الحرب الدائر في دارفور . وبهذه المناسبة تتقدم الجريدة بالتهنئة الحارة للأستاذ / إسلام ولاهله وأصدقائه ومحبيه بمناسبة اطلاق سراحه  . ويذكر أن جريدة " الفجر الجديد " سبق وطالبت بإطلاق سراح الأستاذ / إسلام في العدد قبل الماضي . 

 

 

  

تنويه:

ترقبوا في العدد القادم

يوميات عائد من كتم