جريدة " الفجر الجديد "

 صوت ثوار دارفور

جريدة إلكترونية شبه أسبوعية

السبت 18 شعبان 1425 الموافق 2 أكتوبر 2004 م

العدد رقم (15)

كلمة العدد

ما أشبه الليلة بالبارحة :

 تداعيات الانقلاب المزعوم ومقارنتها بما سمي بأحداث المرتزقة في عام 1976 م

 

تتابعت الأحداث الخاصة بصراع جناحي نظام  الإنقاذ ، " المؤتمرين" ا لوطنى والشعبي خلال الأيام القليلة الماضية بصورة دراماتيكية أذهلت المراقبين ، ووضح جلياً الآن أن المؤتمر الوطني يعمل على الإجهاز بالجناح الآخر بصورة يتخوف الشفقين على هذا النظام  من تحول الصراع إلى منحى أكثر دموية . ردة  الفعل

"المفتعل" من جانب النظام على الانقلاب المزعوم تمثل حتى الآن في موت اثنان من أعضاء المؤتمر الشعبي بفعل التعذيب في" بيوت الأشباه " (والتي تم افتتاحها مجدداً )  بالإضافة  إلى الحملات التفتيشية المكثفة والمستمرة حتى الآن على الأحياء السكنية ، وخاصة الأحياء الطرفية  بالتركيز على بيوت من تثبت التحريات الأولية على أنهم من سكان غرب السودان  بصفة عامة ودار فور بصفة خاصة . تركيز الاعتقالات والتفتيش على أهل الغرب ذكر الناس في العاصمة بإحداث عام 1976 على خلفية المحاولة الفاشلة لإسقاط نظام حكم الرئيس الأسبق جعفر  نميرى من قبل المعارضة المسلحة والتي أتت من ليبيا ، حيث أعقب ذلك ردة فعل عنصرية من قبل النظام آنذاك حيث تم اعتقال المئات من أبناء غرب السودان في العاصمة وبل تم إعدامهم بلا محاكمات فيما عرف بمجزرة الحزام الأخضر في الخرطوم .

يتحدث الناس في العاصمة الآن عن اعتقالات بالجملة واختفاء لطلاب الجامعات من أبناء دارفور بصفة خاصة وعن مسعى الإعلام الرسمي المملوك للدولة إلى خلق رأى عام في الشارع السوداني وخاصة العاصمة بتصوير المحاولات المزعومة على أنها من تدبير المؤتمر الشعبي ومحاولة ربط ثورة دارفور بهذا الحزب لتصفية أبناء دارفور وإبعادهم وقطع أرزاقهم  . ومن خلال ملاحظة  الأسماء الواردة والمتصدرة لقائمة أل  28 المتهمين في الانقلاب المزعوم والمراد محاكمتهم أو تصفيتهم – لافرق – وربط كل ذلك بالحملة المحمومة هذه الأيام من قبل جهاز الأمن السوداني بإعداد سيناريوهات وهمية لقبيلة فاعلة في دارفور ونشرها في الانترنت باسم شخصية تائبة وعائدة من التمرد (سليمان ديار) ينتمي إلى هذه القبيلة ، يكشف عن مخططات الهيمنة لهذه القبيلة ويطلب لنفسه الصفح من عموم الشعب السوداني ويتبرأ من أفعال قبيلته والذي كان هو ضمن من اشتركوا في هذه المخططات ! . بعد ربط كل هذه الأحداث ببعضها تتضح كل خيوط مؤامرة الإنقاذ للنيل من أهل دارفور ، ولكننا نحذر من مغبة المضي في هذا المسلسل إلى نهايته ونذكر أهل الانقاذ بمصير الطغاة من أمثالهم في التاريخ القديم والحديث  ، ونذكرهم  أيضا بتحذيرات المشفقين من بعض أركان الحكم الحالي لمحاولة إنقاذ الإنقاذ من أهل الإنقاذ  ، مثل قول المستشار السياسي للبشير الذي قال أخيرا " أن دولاب الدولة بلا خطة ويعمل برزق اليوم في اليوم " 

 

عمليات اختطاف واغتصاب جماعية على أطراف مدينة الفاشر ! 

ج . ج . ن ، مراسل الجريدة بالفاشر

حدثت خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الموافق 28 و 29/9/2004 الماضيين أحداثاً ً مؤسفة على بعد عدة كيلو مترات غربي مدينة الفاشر تمثلت في عمليات اختطاف واغتصاب جماعي لعدد من النساء على مدار يومين متتالين . الظروف المحيطة بهذه الجرائم هي أن مجموعات من النسوة والفتيات  من قرى غرب الفاشر ، وفى طريق عودتهن من سوق الفاشر إلى قراهن تعرضن لعمليات هجوم واختطاف  واغتصاب من قبل مجموعات من الجنجويد يبدو أنهم من المجموعات الموجودة داخل مدينة الفاشر لان المنطقة التي تمت فيها هذه العمليات تبعد فقط حوالي 2 كيلو متر غربي الفاشر . . وحسب المعلومات الواردة من الاهالى ومستشفى الفاشر أن الضحايا تنقسم إلى ثلاث فئات ، فئة مختطفة حتى الآن ولا يعرف عن مكانها وفئة قاومت المعتدين  وتعرضت للضرب والإصابة  ولكنها نجت من الاغتصاب وتتلقى الآن العلاج  وفئة أخيرة تعرضت للاغتصاب .   اتصلت اهالى الضحايا – وهى مجموعة تربو على أربعين من النساء والفتيات – بسلطات الفاشر إلا أنها وكعادتها لم تحرك ساكنا مما اضطر اهالى القرى  ( وهى قرى أم هشاب – عمار جديد – دب نايرة – سلومة – ام جمينا – جفلو – قرية زمزم ) بالتجمع والخروج في مظاهرة والسير إلى الفاشر لمقابلة الوالي إلا  أن المسيرة لم تكتمل لأنه تم نصح منظمي المسيرة من بعض العارفين بنوايا السلطات الأمنية بالفاشر وذلك للاكتفاء بتقديم المعلومات التفصيلية بهذه الجرائم للمنظمات الحقوقية والاغاثية العاملة بالمنطقة ،  مع متابعة علاج المصابين والبحث عن المختطفين .

 

لجنة دفع الله الحاج يوسف وبلاغات ضد مجهولين !!

ج . ج . ن ، مراسل الجريدة فى الفاشر

 

رغم قناعة أهل دارفور بعدم جدوى أية لجنة تحقيق يتم تكوينها من قبل البشير وعصابته  للتحقيق في جرائم الحلف الشيطاني (الجيش الجنجويد) فى دارفور ، إلا أنهم انتظروا أعمالها أو حتى نتائجها على مضض ، حتى لا يستبقوا الأحداث وذلك "لبعض" العشم فى بعض أعضاء اللجنة وأولهم القانوني والسياسي الضليع ، رئيس اللجنة بالإضافة إلى القانوني المشاكس لنظام الإنقاذ المحامى / غازي سليمان . العشم هو أن الرجلين ربما يطغى عليهما الضمير الانسانى وأخلاقيات المهنة ليسطروا الحقائق مجردة فى تقريرهم المرتقب ويطالبوا بمعاقبة الجناة من مجرمي حرق القرى والقتل وتشريد الآمنين والاغتصاب . يضاف إلى ذلك "الديكورات" التي ألحقها سلطة الإنقاذ باللجنة المذكورة ، مثل تعيين قاضية وضابطة شرطة وتفريغهن فى معسكرات النازحين لاستقبال شكاوى ضحايا الاغتصاب من النساء ، وقد صرحت القاضية المذكورة  في الصحف انه ورغم تواجدهن بصفة يومية فى هذه المعسكرات لم تتقدم اى نازحة حتى الآن بشكوى من هذا النوع . ولكن الحقائق الأكيدة والواردة من المعسكرات لمندوب الجريدة تكذب هذا الادعاء ، حيث اشترطت "اللجنة" الموقرة على كل من تتقدم بشكوى الاغتصاب من النساء أو ذويهن موافقتهم المسبقة على فتح بلاغ ضد مجهول حتى ولو كان الجاني معروفاً لدى الضحية !!

أمام هذا الحدث الغريب من لجنة يرأسها قاضى ضليع ورئيس وزراء سابق فى مقابل قضية واضحة الأبعاد ، لا نملك إلا أن نقول : يحيا العدل !

 

المعسكرات وأقوال النازحين

توجد بولايات دارفور الثلاث أكثر من 26 معسكراً  للنازحين الذين اجبرهم القصف الجوى والهجمات المنظمة من الجيش ومليشيا الجنجويد على قراهم الآمنة للنزوح إلى أطراف المدن في دارفور واللجوء إلى دول الجوار فاقدين المسكن والمأكل والملبس وبعض الأقارب الذين قتلوا بأيدي هولاء المجرمين . فاق عدد النازحين في هذه المعسكرات أكثر من مليون وخمسمائة ألف نازح موزعين بمعسكرات جنوب دار فور السبعة وغرب دار فور الثمانية وشمال دار فور الحادي عشرة بالإضافة إلى عدة معسكرات لللاجئين  في دولة تشاد المجاورة . ظهرت قبل فترة أصوات لمجموعات النازحين في هذه المعسكرات  للتعبير عن معاناتهم وبل لبلورة مواقف سياسية عما  يجرى في دار فور وذلك في شكل بيانات تندد بالدور المصري في السودان عامة ودار فور خاصة  ، وقد زيلت هذه البيانات باسم " البؤساء في معسكرات النازحين واللاجئين في دار فور " . محاولة من جريدة " الفجر الجديد " لاستقصاء الحقائق على الأرض في هذه المعسكرات ، فقد كلفت قبل فترة مراسليها في ولايات دار فور الثلاث لزيارة  بعض هذه المعسكرات للالتقاء  بكبار السن من الرجال والنساء والأطفال الذين يشكلون الغالبية العظمى في هذه المعسكرات ، وكانت الإجابات متشابهة في كل المعسكرات ونوجزها في

 الآتي :

·        هجم علينا الجنجويد واستباحوا أرواحنا وعفتنا وحرقوا مزارعنا ونهبوا أموالنا

·        حرقوا حلالنا " اى قرانا " 

·        ضربتنا الطائرات من الجو وفى الأرض هاجمتنا الجيش بعربات اللاند كروزر .والجنجويد على ظهور الجمال والخيل

·        استهدفونا بسبب أرضنا ومالنا ولون جلدتنا

·        العدوان مدعوم من الحكومة

·        أتينا إلى هذه المعسكرات بسبب هجمات الجنجويد وانعدام الأمن

إفادة احد الشيوخ بمعسكر " أردا متا " بالجنينة  :    

·        حتى فى المعسكر لا يوجد استقرار وحتى الآن الناس جاية من القرى ، وينعدم فى المعسكر الأمن حيث تهاجمنا الحصين والجمال بمساعدة الجيش لابسين كاكى

·        لن يرجع النازحون حتى يضمنوا الأمن ، الآن داخل المعسكر يوجد هجوم من الجنجويد

·        أمس بعد صلاة المغرب أتى أشخاص راكبين ودخلوا لي واخذوا منى جهاز الراديو إجباريا

·        بعض الناس تسلموا كروت والنصف ما عندهم كروت ، المسجلين يعطوهم تموين غير كافي

·        عندنا فقط نقطتين للغيار " مركز صحي " في اليوم يستقبل 50 حالة ويرجع الباقي

·        التعليم مافى

·        رسالتي إلى الحكومة إن أرادت إرجاعنا إلى قرانا ، إذا عمرتوا قرانا واديتوا لينا حقنا المنهوب " بقر – جمال – عيش – وجميع الممتلكات الفقدناها " وإذا شالت السلاح والحصين والجمال من الجنجويد نحن ممكن نعود

·        الآن البلاغات غير موجودة على تعديات العساكر ، فى هذا المعسكر تجد قتل ونهب واغتصاب للنساء ووراءهم جهات دايرين ينتهوا من اللون الاسود دا نحن بس دايرين عدالة .

·        كنا بمنزرع جاؤنا بالسلاح واوقفوا زراعتنا ونهبوا البهائم وحدث ذلك فى كل القرى والناس كل يوم جايين للمعسكرات

·        جئنا الى الجنينة بارجلنا بالليل

·        اغتصاب النساء شئ طبيعى هنا وكذلك جلدهن

·        العرب هم الحكومة فى هذه البلدة لابسين الكاكى ومسلحين ، سودانيين مننا وفيينا ومعروفين .

·        اذا طلع راجل فى الخلا يقتلوه ، أمس كان فى المعسكر عرب بحصينهم شالوا المشمعات التى تقى الناس من المطر وكمان من الحر

·        الأرض كلها محروقة ورماد لازم تساعدونا ولازم تشيلوا السلاح من العرب .

·        ظروفنا صعبة امن مافى والأكل مافى والتعليم مافى والقليل الموجود يعطونا المنظمات " القمح – الزيت – العدس – والحطب – " والحطب تحضره النساء من المناطق القريبة التى لا تبعد عن المعسكر أكثر من كيلو ونصف لان الذهاب الى ابعد من ذلك يعرض حياتهن للخطر أما التعليم فهو معطل ، فهنالك مدرسة بها 2500 تلميذ فيها ثمانية فصول وثلاث معلمين وهنالك أكثر من 1600 فاقد تربوي وأبناء النازحين أنفسهم يقومون بالتدريس ودرسوا لمدة ثلاث اشهر ولم يحصلوا على رواتبهم من الحكومة لو حوافز رغم حوجتهم الماسة والآن التعليم متوقف فى الجنينة والمعسكرات الحولها .

·        جئنا من مناطق حول كأس بعد إتلاف مزارعنا حيث هجمت علينا البهائم من غنم وضأن وبقر وجمال وهذا الهجوم وراءه مسلحون يلبسون الكاكي ولديهم اجهزة اتصالات فتركنا المنطقة قبل الحصاد ولا توجد اى جهة نتقدم اليها بالشكوى و70% من هؤلاء النازحين قراهم محروقة تماماً وجئنا الى نيالا لان كاس غير آمن وبها نهب مسلح وظروفنا فى المعسكر صعبة جداً . هنالك نساء وضعت ولم يكن لديهن فراش أو خيمة وشيوخ القبائل يحلوا مشاكلنا

·        الأمن فى الجنينة معدوم يوجد فيها الجنجويد يقومون بغارات السلب والنهب والقتل نهارا فى سوق الجنينة والحكومة لم تسألهم حيث لا يأمن الرجل على روحه ولا المرأة من الاغتصاب

·        حرقوا المزارع والجنائن وقطعوا أشجار الفواكه واخذوا الماكينات والحكومة لا تقبل البلاغات

·        الجنجويد من العرب بعضهم سودانيين نعرفهم وبعضهم تشاديين وبعضهم موريتانيين وسنيغاليين ، يلقون بالرضع فى النار ويطلقون الرصاص للعجزة من الرجال والنساء

 

إفادات احد أعيان مدينة الجنينة :

أحداث العنف البالغة التى شهدتها ولاية غرب دارفور بدأت مع بداية عام 2003 ودخلت القبائل العربية المسلحة المناطق الزراعية وأتلفتها عنوة وبقوة السلاح وقتلت المزارعين وأرهبتهم ثم أبادت كل الموسم الزراعي لمنطقة دار مساليت ، بعدها بدأ النهب المسلح المنظم حيث تأتى مجموعات يرتدون الزى العسكري وهم مسلحون من قبل الحكومة تحت مسميات الدفاع الشعبي – الفرسان – الجنجويد – قوات السلام – باشمرقة ، يمتطون الخيول والجمال بأعداد هائلة 150- 200- 300 ، أغاروا على كل قرى دار مساليت نهبوا وسلبوا واغتصبوا النساء وحرقوا القرى تساندهم قوات الحكومة بالعربات والطائرات والدبابات مما اضطر سكان دار مساليت الى اللجوء للدول المجاورة "تشاد" وآخرون نزحوا للمدن والبلدات الكبيرة " الجنينة – هبيلة – مسترى – قيرنا – مورنى – سربا – صليعة – ابسروج " بعد حرق القرى بأكملها .

هذه الافعال هي ممارسة لابادة أو تطهير عرقى بالمعنى المعروف ولم يبقى  الريف سوى القرى المحروقة ، أما اللاجئون فهم فى تشاد بمعسكرات مثل فرشنا – حجر حديد – قوز بيضة – أبو عرديب ، وغيرها . لا يستطيع احد الآن التحرك خارج المدينة ، قبل أسبوع عندنا ناس عائدين من المعسكرات لقراهم تم قتلهم ، وكلما ناشدنا الحكومة للتصرف لم تتحرك . أخيراً أجرنا من الجنجويد أو الفرسان أنفسهم ليقوموا بمهمة دفن من قتلوهم ، فقد ظلت جثثهم فى العراء لمدة 12 يوماً الى ان تحللت . نحن كقيادات أهلية نناشد الضمير الانسانى لإنقاذ أهل دار فور .

هنالك إدارات أهلية من القبائل العربية متورطة فى هذه الجرائم والأعمال البشعة ، مثلاً عبدا لله شنيبات أمير قبيلة بنى هلبة فى دار مساليت واحمد خليل شين أمير أولاد زيد في دار مساليت وآخرين ، أعطتهم الحكومة عربات لكل القبائل العربية الموجودة فى هذه المنطقة وكل من يحتج من القبائل الزنجية يخضع للاعتقال والتعذيب والقتل . لذلك فى غالب الأوقات يعمل زعماء الإدارة الأهلية على ضمان فك اسر المقبوض من أهلهم ، وأدناه " نموذج " لفك اسر المقبوض عليهم من قبل السلطات بضمانات رجالات الإدارة الأهلية :

 

أنا الفرشة ............أتعهد بضمانة المواطنين المذكورين أدناه والتزم بإحضارهم متى ما طلب منى ذلك ، وهذه شهادة منى للالتزام

1-         2-             3 -               4 -            

 

إمضاء الفرشة                                                        إمضاء الضابط المسئول

 

الموقف فى جنوب دار فور

ارتكب الجنجويد والجيش هنا فى جنوب دار فور مجازر وحرائق وتصفيات عرقية ونهب للأموال والتسبب في أوضاع إنسانية خطيرة والحكومة دائماً تلجأ الى إخراج سيناريوهات أمنية لتبرير أخطائها وترتكب من خلالها الجرائم وترسل مثقفي الجنجويد لتعبئتهم واستنفارهم كزيارات عبدالحميد موسى كاشا وأمين بنانى نيو الى كل من عدالفرسان – كبم – رهيد البردى – برام – الضعين – عديلة ، يكرسون العنصرية من خلالها ويؤذون الناس بتصعيد الأزمة وخلق الفتن بين القبائل المتعايشة سلمياً عبر القرون مقابل المنافع الشخصية والحفاظ على المناصب . وعلى المستوى المحلى لعب الفريق آدم موسى والى ولاية جنوب دارفور السابق دوراً محورياً فى تسيير المسيرات التعبوية وعقد اجتماعات مع أعيان القبائل المساندة للحكومة وقادة الجنجويد أمثال موسى هلال ومخاطبة الناس بنبرات قبلية والمناداة بنسف المتمردين وأعوانهم من عالم الوجود وضرورة الحسم الفوري لمشكلة الأمن فى غضون ثمانية وأربعين ساعة حسب ما تعود قوله فى أية مناسبة جماهيرية عامة . وتلاحظ بعد ذلك انتقال غرف العمليات العسكرية من الفاشر الى نيالا وانتقال مجرمي الحرب اليها مثل المدعو / احمد هارون وزير الدولة بالداخلية والجنرال عباس عربي رئيس هيئة الأركان وقائد المنطقة الغربية العسكرية . نتيجة للأعمال العسكرية التى صاحبت هذه الحركات ، شهدت ولاية جنوب دارفور حركة نزوح رهيبة ، ومن اكبر المعسكرات معسكر "كلما" ببليل . تواترت الأنباء الأكيدة أخيرا باحتضان الحكومة للمعارضة التشادية وقد شوهد فى نيالا خلال الفترة السابقة جنرالا تشادياً معارضاً لحكومة إدريس دبي وهو يتردد على مكاتب المسئولين بحكومة جنوب دارفور ، وتم رصد اتصالات المذكور مع معتمد نيالا آدم جماع . ويشاع أن قوات الجنجويد تعمل بالتنسيق مع المعارضة التشادية .

هنالك القرى الصغيرة جنوب وجنوب شرق نيالا وقعت فيها أحداث أمنية وهجمات من الجنجويد والجيش أسفرت عن حرق هذه القرى وتهجير أهلها . أعمال السرقة والنهب تتم حتى داخل مدينة نيالا حيث تمت سلب مواطنين من أموالهم في كل من حي سوق الجنينة والزريبة وحى كرري مستخدمين الأسلحة النارية فى تهديد الضحايا وتراوحت الأحداث بين نهب مبالغ نقدية والأبقار كما تقوم مجموعات من الأجهزة الأمنية بتهديد التجار ليلاً واعتقالهم وإطلاق سراحهم بعد دفع مبالغ مالية فضلا عن مآسي المشردين والفقراء والمتسولين من ضحايا النزوح .

 

ستالايت " الفجر الجديد "

هذه صفحة جديدة  في الجريدة تتناول الأخبار في طور الإعداد بالإضافة للطبخات التي ما زالت وراء الكواليس والإشاعات التي تستبق الأحداث المهمة مع رصد للأحداث التي لا تكن مصادرها واضحة حتى ساعة طباعة الجريدة وذلك بالهمز واللمز وفي قالب ساخر 

 

1) رصدت الستالايت  في غضون الأيام الماضية مجموعة من أبناء قبيلة الزغاوة في مدينة جدة  السعودية وهم في بحث دائم في طول المدينة وعرضها عن شخص  ينتمي إلى قبيلتهم لم يكن معروفاً إليهم من قبل  ويسكن المدينة و يدعى / سليمان ديار . هذا الشخص قد كتب مقالاً قبل أيام ونشرها  في موقع سودانيز اون لاين للانترنت ، يدعي فيه  انه شارك ومنذ ثلاثين سنة متواصلة

 في مخطط للقبيلة للهيمنة وفرض إمبراطورية واسعة  تمتد من غرب إفريقيا حتى البحر الأحمر يشمل كلاًً من  تشاد وأفريقيا الوسطي والسودان ، إلا انه ولسوء حظ القبيلة قد تاب وعاد إلى رشده . ولإرضاء ضميره الخرب ولطلب الصفح من الشعب السوداني ، كان  لا بد للمذكور من كتابة هذا المقال وكشف كل مخططات القبيلة التوسعية . لم يتم العثور بالطبع على المذكور في مدينة  جدة رغم البحث المضني ولكن تم الحصول على بعض المعلومات الأكيدة عنه من بعض المعارف السودانيين  ، وهى أن المذكور لم تطأ   قدماه مطلقاً  الاراضى المقدسة في حياته وهو في الحقيقة ينتمي إلى قبيلة أخرى تسمى (مافى) وتسكن هذه القبيلة  بجوار دار زغاوة ، ويعمل حالياً تحت إمرة شخص يدعى / صلاح  قوش بالإضافة إلى انه صديق حميم لشخص من ابناء دارفور يدعى / عبدالله مسار . 

 

2) رصدت الستالايت أن الأخت (ن ) وهى مدرسة مقتدرة في إحدى المدارس الثانوية للبنات  بمدينة الفاشر قد تفاجأت في أحد الأيام بخطاب فصل من هيئة تدريس المدرسة دون إبداء اى سبب في الخطاب ، وعند مراجعة إدارة التعليم وسؤال المسئول المعني عن السبب ، أخذها المسئول جانباً قائلاً لها : لما الاحتجاج ، الم تكوني اختاً لفلان الفلاني ، القيادي المعتبر في حركة تحرير السودان المتمردة  والذي يمسى عند شارون ويصبح عند بوش الابن ؟!

أجابت الأخت بحزن : أدرى ذلك ، ولكن لما كل هذا الفشل في جهاز الأمن السوداني الذي وصل  إلى هذه الحقيقة البسيطة  بعد فترة أكثر من سنة ونصف من البحث والتحري  ؟!

 

3) رصدت الستالايت أن السيدة وداد بابكر ، الحرم الثاني والسيدة الأولى لرئيس الجمهورية زارت معسكر " كلمة " للنازحين في جنوب دارفور بوصفها رئيسة لجمعية "سند الخير" الخيرية ، وقد سبقتها إلى المعسكر مجموعة كبيرة من زوجات المسئولين الرسميين في مدينة نيالا لزوم التصوير التلفزيوني باعتبارهن مستقبلات لحرم الرئيس من ساكنات المخيم إلا أن الأمر لم  تكتمل بالصورة المرجوة لان مظاهر زوجات المسئولين سوف تفضح " الطبخة " لأنه من اليسير التميز بين ضحايا الجنجويد من النساء في معسكر "كلمة"  وبين المتنعمات من زوجات المسئولين الخارجات للتو من الغرف المكندشة . وعندها اكتفى "المخرج" بالتسجيل الصوتى للزغاريد من زوجات المسئولين ضمن موكب حرم الرئيس . وصرحت سعادتها عند العودة أنها استقبلت خير استقبال من النازحات كما أنها أطمئنت  على أحوالهن وهى على ما يرام  .

 

4) في إطار التغطية الحية لاعترافات المشتركين في المؤامرة التخريبية قبل الانقلابية الحالية ، رصدت الستالايت  عرض التلفزيون السوداني لأحد أقطاب المؤامرة وهو المسئول العسكري "لمتحرك أم درمان" وهو يدلى بتفاصيل المؤامرة . الغريب في اللقاء ان المتهم كان يدلى بالتفاصيل  بتلقائية وأريحية ملفتة للنظر ، والملاحظة الثانية هي  ان تركيز الكاميرا كان " مثبتاً  في جزء   "مستهدف"  من جسم المتهم لا يقبل الزحزحة ابدآ  ، والملاحظة الهامة والأخيرة هي ان المتهم وطوال فترة الفيلم لم يرفع عيناه  مطلقا في مواجهة الكاميرا في تجاهل مريب للمصور ! 

لتفسير هذه الظاهرة استعانت " الستالايت " بأحد الخبثاء وهو خبير في تصوير أفلام الكاميرا الخفية فأفاد بالآتي :

كل الحكاية هي  ان المتهم قد  تم استدراجه بواسطة الأجهزة الأمنية وفق " صفقة ما " الى غرفة وتم الاتفاق معه على تسجيل حديثه تسجيلاً صوتياً فقط دون ظهور صورته في تسجيل تلفزيوني ووافق على ذلك  ، ولا يدرى ان الأجهزة الأمنية قد وضعت مسبقاً كاميرا خفية مثبتة  بأحكام في موقع غير مرئي في الغرفة  ، وكان هذا سبب ال Relaxation  الذي بدا على الرجل وهو يعتقد جازما بأنه لا احد في الغرفة غيره ورجل الأمن الذي يستجوبه وجهاز التسجيل الصوتى الذي لم يرى حظه من التصوير هو الأخر مثله كمثل المصور الغائب ، وما كان من صاحبنا إلا وشرب المقلب !   

 

 

 

أقلام الثورة

الإنقاذ وتنمية دار فور المزعومة

الحلقة الثانية والأخيرة

بقلم : أبو جليلة

 

تناولنا في الحلقة الأولى في العدد رقم 13 من الجريدة عن هذا الموضوع الذي كتبه الأستاذ / أبو جليلة لتعرية نظام الإنقاذ عما صار يردده بلا وعى عن تفوق إقليم دار فور عن غيره من أقاليم السودان بحصة وفيرة من مشاريع التنمية وذلك مغالطة للوقائع على الأرض ورداً على الحركات المسلحة التي تعتبر التهميش الاقتصادي والسياسي من الأسباب الرئيسية لرفع السلاح في دار فور . يكمل الأستاذ/ أبو جليلة مقاله اليوم عن مشروع

 " طريق الإنقاذ الغربي " 

7 – طريق الإنقاذ الغربي :

ظل إنشاء الطريق البرى الذي يربط الفاشر بأم درمان حلماً يراود اهل دار فور منذ  أيام الاستعمار باعتباره وسيلة تربطهم باهليهم وبنى وطنهم في " دار صباح " ييسر لهم التواصل وتنساب عبره السلع والمواد في كل الاتجاهين ، رغم كثرة المطالبات والوعود الكاذبة المقابلة من كافة الحكومات المتعاقبة لم يتحقق شي من ذلك . وللمرة الأولى في التاريخ ومع بداية عهد الإنقاذ وفى فورة عارمة من الحماس الزم أهل الغرب أنفسهم بالتبرع لهذا الطريق القاري من نصيبهم من السكر ، الطريق الذي يجب ان ينشأ ويكمل كجزء من الميزانية العامة للدولة كشأن كل الطرق القومية ، مع ذلك آل أهل دار فور على أنفسهم وعزموا على إعانة الحكومة المركزية عليه من نصيب أطفالهم من السكر وهم أفقر واقل الأقاليم نصيباً في الميزانية العامة وذلك في اغرب بادرة وأكثرها جرأة بالرغم من إنهم لم يستشاروا في ذلك ، فقد تم الأمر بمبادرة من بعض أهل التنظيم وحملوا الناس عليها حملاً وقسراً فأصبح واقعاً لا فكاك منه . هكذا تورط أهل دار فور في تمويل طريق – امدرمان ، الذي تجاسر محترفوا الشعارات فأسموه طريق الإنقاذ الغربي .

تعهدت الحكومة بتشيده وشرعت فيه ، أما ما آل إليه الأمر فمعروف لدى القاصى والدانى ، حيث نهبت امواله نهاراً جهاراً وتم تبادل الاتهام حين فاحت رائحة الفساد فيه بين الحكومة وممن أوكل إليهم أمر الطريق ، وازداد الطين بلاً حين انشق أهل الإنقاذ الى مؤتمر شعبي ووطني وكل يتهم الآخر ، وهكذا بات اهل دار فور يبكون على اللبن المسكوب يتحسرون على مالهم المنهوب وحقهم المسلوب من قبل الإنقاذ وتمويل التنظيم وعملياته ، وإذا بالمواطن يلوك المرارة ويتساءل في حرقة عن هذا الحشف وسوء الكيل ، وهكذا انتهى أمر الطريق وأمواله فلم يحاكم أحدا ولم يسأل احد ، سكتت العدالة وسكت القضاء وما عاد من المسموح للناس ان يتداول فيه وترسخ في أذهان اهل دار فور ما كانوا يحذرون منه ، ولا سيما وهم يرون طرقاً أخرى تنشأ في أقاليم أخرى من قروض ومعونات ليكتشفوا من خلالها النظرة الاستغلالية والانتهازية وهكذا سقطت ورقة التوت الأخيرة عن سوأة الحكومة المركزية . وتيقن اهل دار فور ان لا إنصاف لهم ولا مسترد لحقوقهم ، والى ان يواجه السودان غضبة المظلومين الذين تراكمت عليهم ظلم ذوى القربى على توالى الحقب .