البيان الأساسى لتنظيم التجمع العربى:

(جريدة الأيام يوم الأثنين 5 أكتوبر 1987م)

بسم الله الرحمن الرحيم

السيِّد رئيس الوزراء:

إنَّ العنصر العربى الذى يعرف اليوم بالقبائل العربية فى دارفور دخل السودان ضمن الموجات العربية التى وفدت إلى السودان فى القرن الخامس عشر الميلادى. إنَّ هذا العنصر وإن تعددت قبائله هو فى الحقيقة ينتمى إلى أصل واحد.

إستقرت هذه القبائل فى منطقتين بأقليم دارفور: بمديرية جنوب دارفور وتشمل ثمانين فى المائة 80% من مساحة المديرية, والأخرى بمديرية شمال دارفور وتشمل الجزء الأكبر من شمالها ووسطها وشرقها وغربها حيث تغطى هذه المنطقة خمسة وخمسين فى المائة 55% من مساحة المديرية وتمثل القبائل العربية أكثر من 70% من مجموع سكان دارفور حالياً.

لقد لعبت القبائل العربية عبر القرون التى تلت دخولها السودان والإستقرار بدارفور دوراً هاماً فى تكوين ملامح شخصية هذا الإقليم, فالعرب فى هذا الجزء من أرض الوطن هم صنَّاع الحضارة التى شكلَّت  الوجود الحقيقى والفعلى لهذا الإقليم سواء كان ذلك فى مجال الحكم أو الدين أو اللغة كما كان لها دورها البارز فى تكوين سودان اليوم, قد كانوا سدة ولحمة الثورة المهدية, ماتوا وإستبسلوا دفاعاً عن هذا السودان, كما أسهموا خلال كل العهود فى الإستقرار السياسى والتقدم الإقتصادى والتطور الإجتماعى والحضارى والثقافى فى دارفور خاصة بل والسودان أجمع. بهذا أكدنا ونؤكد أننا حافظنا وسنحافظ ونتمسك بقوة وإيمان بوحدة هذه البلاد ونحميها فى كل الأوقات وننبذ أسباب الفرقة والشتات.

السيد رئيس الوزراء:

لقد درج الذين يعنون بدراسة أنظمة الحكم فى العالم أن يُعرِّفوا الحكم الإقليمى عدة تعريفات وهى فى مجملها تعنى اللامركزية وتفويض السلطة بهدف إحداث إصلاح سياسى وإدارى وإقتصادى فى بنية الدولة وإدارة كل إقليم سياسياً وإدماج ذلك الإقليم فى الإطار القومى, وإقليم دارفور الذى يضم أربعة وثمانين قبيلة هو واحد من أقاليم السودان التى يتطلع أبناؤها للمشاركة فى حكم إقليمهم بقدر ما يتوفر لكل قبيلة من أبناء يصلحون للقيادة. إذا كان ذلك هو مفهوم الحكم الإقليمى هو أيلولة إدارة الحكم لأبناء الإقليم بقدر ما يتوفر لكل قبيلة من أبناء يصلحون للقيادة فإننا نعرب بحسرة بأننا قد سلبنا حق التمثيل فى قيادة هذا الإقليم والمشاركة فى إتخاذ القرار فأصبحنا أغلبية بلا وزن ورعايا لا مواطنين علماً بأننا نمثل:

1/ سبعين فى المائة من سكان الإقليم.

2/ ويمثل المتعلمون منا أكثر من 40% من مجموع المتعلمين من أبناء الإقليم بينهم مئات من حملة الشهادات الجامعية وعشرات من حملة الماجستير والدكتوراه فى شتى التخصصات.

3/ وساهمنا فى الدخل القومى بنسبة لا تقل عن 15%.

4/ كما أنَّ مساهمتنا فى دخل الإقليم تزيد عن التسعين فى المائة.

5/ نسهم بنصيب الأسد من فلذات أكبادنا فى الجيش السودانى نقدمهم قرابين لهذا الوطن.

6/ أما فى الجانب السياسى فإننا قد قدمنا أربعة عشرة نائباً للجمعية التأسيسية يمثلون الجانب العربى تمثيلاً حقيقياً, كما أسهمنا بنصيب كبير فى تقديم ثمانية عشرة عضواً فى الجمعية التأسيسية.

سيدى الرئيس:

إنَّ كل ما أوردناه من حقائق يؤكد ما لهذه القبائل من ثقل سياسى وإجتماعى وإقتصادى بهذا الإقليم وبالتالى نحن نطالب بأن نمثل بالنصف كحد أدنى فى المناصب الدستورية بحكومة الإقليم وممثلى الإقليم بالحكومة المركزية.

وعليه نحن نخشى إن إستمر هذا الإهمال للعنصر العربى فى المشاركة أن تفلت الأمر من أيدى العقلاء إلى أيدى الجهلاء ويحدث ما لا تحمد عقباه, وذلك لأن ظلم ذوى القربى أشدُّ مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند.

وفى الختام نحن نؤكد لكل مواطن سودانى بأننا لسنا دعاة فرقة وشتات ولكننا طلاب حق ومساواة وعاش السودان موحداً فى ظل الحرية والديمقراطية.

اللجنة المفوَّضة من قبل التجمع العربى

 

عنهم:

1/ السيد عبد الله مسار

2/ السيد شارف على جقر

3/ السيد إبراهيم يعقوب

4/ السيد حسين حسن الباشا

5/ الناظر حامد بيتو

6/ السيد تاج الدين أحمد الحلو

7/ السيد أيوب البلولة

8/ السيد محمد خوَّف الشتالى

9/ السيد زكريا إبراهيم أبو لحيو

10/ السيد محمد زكريا دلدوم

11/ الناظر الهادى عيسى دبكة

12/ السيد الطيب أو شمَّة

13/ السيد سندكة داؤد

14/ السيد هارون على السنوسى

15/ الدكتور عمر عبدالجبار

16/ السيد عبدالله يحيى

17/ السيد سليمان جابر أبَّكر

18/ الناظر محمد يعقوب العمدة

19/ السيد حامد محمد خيرالله

20/ السيد محمد الدومة عمر

21/ السيد عبدالرحمن على عبدالنبى

22/ السيد أحمد شحاتة أحمد

23/ السيد أبوبكر أبَّوه الأمين

24/ السيد جابر أحمد الريح