بيان من رابطة أبناء دارفور بالولايات المتحدة الأمريكية – فرعية نيويورك

سودانيز اون لاين
1/21 1:07
pm
بسم الله الرحمن الرحيم

إحتفلت رابطة أبناء دارفور بالولايات المتحدة الأمريكية – فرعية نيويورك بالأخ الدكتور التجانى سيسى محمد حاكم دارفور الأسبق والرئيس الحالى للإتحاد العام لأبناء دارفور بالمملكة المتحدة و أيرلندة وذلك بحضور الأخ الدكتور حسين آدم الحاج رئيس رابطة أبناء دارفور بالولايات المتحدة الأمريكية فى زيارتهم الكريمة لمدينة نيويورك يوم الأثنين 19 يناير 2004م, وبالرغم من وصول الأخ الدكتور التجانى سيسى للولايات المتحدة فى مهمة خاصة وقصيرة إلاَّ أنَّه لم يدخر وقتاً أو جهداً فى الإتصال بأبناء دارفور وروابطهم فى مختلف الولايات وتنبيههم بضرورة التوحد والعمل من أجل دارفور ودعم قضاياه فى كل المجالات الممكنة.

ولقد تحدث الأخ الدكتور التجانى سيسى حديثاً ضافياً فى الحفل, والذى تحول إلى لقاءاً تنويرياً, بالأوضاع الراهنة فى دارفور, وآفاق الحلول المحتملة, والدور الذى يجب أن يضطلع به أبناء دارفور تجاه إقليمهم فى هذه الظروف الحرجة التى يمر بها أهاليهم ومعاناة الأبرياء والعزل من وراء ذلك, وأوضح أنَّه لكى يتمكن أبناء دارفور من التعامل الإيجابى مع ما يحدث فيجدر بهم تحقيق الوحدة أولاً كمدخل لازم مع تحقيق قدر أكبر من الولاء والتجرد والإبتعاد عن الأنانية والعمل الفردى كضرورة لازمة لدفع العمل وتكامله عبر عمل جماعى متماسك ومتين يصل إلى غاياته المرجوة ويخدم الإقليم وأهله وقضيته.

كذلك أوضح الدكتور التجانى سيسى فى معرض حديثه حجم المأساة والكارثة التى تمر بها دارفور, وذكر أنَّ مساحات شاسعة حول جبل مرة ووادى صالح وشمال وغرب نيالا, وهى مناطق كانت سلفاً مأهولة بالسكان, قد أصبحت خالية اليوم وجرداء تماماً بسبب حملات الحرق والإبادة التى تقوم بها مليشيات الجنجويد برعاية المسئولين والقوات الحكومية مما أدى إلى هجر الناس لقراهم وإكتظاظهم فى البلدات الكبيرة والمدن المجاورة دون معينات كافية للحياة أو العلاج خاصة بالنسبة للعجزة والنساء والأطفال, فمدينة مثل زانجى كانت لا يزيد عدد سكانها عن 20 ألفاً صارت اليوم تأوى أكثر من 180 ألفاً, وبلدة قارسيلا بوادى صالح كان لا يزيد عدد سكانها عن 8 ألاف شخص أصبحت اليوم تأوى حوالى 70 ألفاً, بل إن منزلهم اليوم فى زالنجى قد لجأ إليها أكثر من 300 شخص من النازحين. وقد أشار الدكتور فى حديثه هذا إلى أنَّ المشكلة الرئيسية التى يعانى منها أهل دارفور اليوم, بجانب غارات المليشيات الحكومية وقطعهم للطرق, تتمثل فى مشكلة النزوح الجماعى سواء داخل دارفور أو عبر الحدود إلى دولتى تشاد وأفريقيا الوسطى, إضافة إلى الحالات المزرية التى يعيشونها دون توفر أبسط مقومات الحياة أو إعتبار لآدميتهم.

وقد إختتم الدكتور التجانى حديثه بحَثِ أبناء دارفور فى نيويورك وحول العالم بضرورة التحرك الإيجابى والتعامل السريع مع الأحداث وعدم التهيب فى التعبير عن الظلم والمظالم التى تتعرض لها دارفور, مع ضرورة إستخدام سلاح المبادرات والوصول إلى مختلف مستويات إتخاذ القرار على الصعيدين المحلى والعالمى, كما أكَّد أيضاً على وجوب توصل أبناء دارفور لخطة شاملة لدعم دارفور ومستقبله تكون موجهاً لنشاطاتهم وحركتهم فى إتجاه ذلك, وقد وعد فى ختام حديثة بمواصلة إتصالاته بأبناء دارفور فى كل مكان مع بناء علاقات وطيدة بين الإتحاد العام لأبناء دارفور بالمملكة المتحدة وإيرلندة ورابطة أبناء دارفور بالولايات المتحدة.

ثمَّ أعقبه فى الحديث الأخ الدكتور حسين آدم الحاج رئيس رابطة أبناء دارفور بالولايات المتحدة وأكَّد على ما ورد فى حديث الدكتور التجانى من إشارة إلى ضرورة التوحد والوحدة, وإعتبر أنَّ ما يتم الآن بشأن إنشاء روابط أبناء دارفور على مستوى أمريكا الشمالية ما هو إلاً دليلاً على الوحدة وتأكيداً من أبناء دارفور وتصميمهم من أجل ذلك, وقد إستعرض الدكتور حسين فى حديثه مراحل إنشاء رابطة أبناء دارفور بالولايات المتحدة حيث يبلغ عدد فروعها بمختلف الولايات اليوم 14 رابطة مع توقع إعتماد المزيد منها فى الأسابيع القادمة, وذلك كخطوة أولية لتتكامل مع رابطة أبناء دارفور بكندا لتكوين منبر قارى لأبناء دارفور على أساس رابطة أبناء دارفور بأمريكا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا), كما أشار إلى الجهود التى تقوم بها رابطته فى لفت نظر الدول الكبرى وأعضاء مجلس الأمن ومجلسى الكونغرس الأمريكى والمنظمات الدولية الكبرى ذات الإهتمام بالشأن السودانى من خلال الرسائل والملفات الموثقة التى تم إرسالها إليهم بخصوص قضية دارفور, ثم الإجتماع المزمع عقده قريباً مع الأمين العام للأمم المتحدة, أو من ينوب عنه, لشرح حجم المأساة التى تمر بها دارفور, بجانب البدء فى تنفيذ مشاريع أساسية للرابطة مثل تسجيل الروابط تسجيلاً قانونياً عبر مكتب محاماة بواشنطن, وتكليف كوادر مؤهلة من أبناء دارفور بفرعية نبراسكا لوضع دراسة متقدمة ومقترحات تساعد فى رتق خروق النزاع القبلى ودعم التعايش السلمى من أجل مستقبل دارفور, وإنشاء منظمة دارفور لحقوق الإنسان تحت إشراف ورعاية فرعية دنفر بولاية كلورادو, وتكوين "منبر مستقبل دارفور" كذراع للمبادرات والدراسات الإستراتيجية الخاصة بدارفور, ذلك بجانب البدء قريباً فى إنشاء أكبر موقع لدارفور على شبكة الإنترنت باللغتين اإنجليزية والعربية يكون إستخدامه متاحاً لكافة روابط أبناء دارفور وإتحاداتهم ومنظماتهم حول العالم, وقد أشار أيضاً إلى خطط أخرى ترتب لها الرابطة من أجل دارفور سيتم الإعلان عنها فى وقتها.

وفى نهاية الحفل, والتى أدارها الأخوان آدم موسى مادبو ويحيى محمد عثمان, أعلنت رابطة أبناء دارفور– فرعية نيويورك عن تنظيمهم لمظاهرة كبرى أمام المبنى الرئيسى للأمم المتحدة بنيويورك خلال الأسبوعين القادميين للإحتجاج على حملات الإبادة والتطهير العرقى التى تمارسها الحكومة السودانية ومليشياتها ضد السكان الأبرياء وتسليم الأمين العام للأمم المتحدة مذكرة بشأن ذلك, وستعلن الرابطة عن تاريخ المظاهرة و مكان التجمع قبل وقت مناسب من موعدها.

والله ولى التوفيق والسداد.

المكتب الإعلامى
رابطة أبناء دارفور بالولايات المتحدة – فرعية نيويورك
comara9@aol.com
الأربعاء 21/يناير/ 2004م