17-4-2004                                                                     هل هؤلاء مسلمون؟

 

لا يسمع المرء بهيئة علماء السودان إلا عندما يأمرهم ولي الأمر , الذي هو بالطبع رئيس الجمهورية , ويأمرهم, أو فالنقل يوجههم , بإصدار فتوى قمعية بحق من لا يواكب نشاطه ما يتماشى وسياسة الدولة(لا نقول ودين الدولة). فينبري هؤلاء " العلماء " ويجتمعون ومعهم وزير الأوقاف ويخرجوا إلي الأمة الغافلة بفتوى تكفر المارقين عن الملة ويهددونهم بالعقاب الشرعي إن هم لم يتوبوا بعد مهلة الاستتابة. هكذا فعلوا من قبل مع محمود محمد طه, وكادوا مع النيل ابو قرون , وأخيرا مع نفر من طلاب جامعة الخرطوم.

ولكن إلي هذه اللحظة لم نسمع منهم حتى كلمة عتاب لبعض أركان النظام الذين لهم الدور الأكبر فيما جري ويجري في دارفور من كل ما ينافي الشرع والدين الإسلامي, بل وكل الأديان والأعراف والأخلاق, من قتل للأطفال والنساء والشيوخ,وهتك للأعراض, وحرق للزرع والضرع ,وحرق للمساجد وتدنيسها, وتدمير لمصادر المياه من أبار وخزانات.أفعال تماثل تماما بل وتفوق ما فعله الصرب في مسلمي البوسنة, وما فعله الهوتو في التوتسي , وما فعله اليهود وما يزالون في الفلسطينيين, بل إن اليهود يخرجون أهل الدار قبل أن يهدموه , والقاسم المشترك لكل هؤلاء(الصرب ومعظم الهوتو واليهود) أنهم غير مسلمين وضحاياهم من المسلمين. أما في دارفور فالجناة يدعون الإسلام وضحاياهم من المسلمين!.إذا يمكن علميا وبالمقارنة استخلاص ما إذا كان هؤلاء مسلمون أم لا, ولكن نترك الحكم هنا لعلمائنا أو لهيئة علماء المسلمين في السودان ليخرجوا من صمتهم المشين والمهين هذا إن كانوا يخافون الله. وإذا أدركنا غاية الساسة من افعالهم الشنيعة هذه, وهي تمسكهم بالسلطة بأي ثمن ,دون وازع ديني أو أخلاقي, فنحن لا ندرك لماذا صمت هؤلاء "العلماء" عما يفعله ولاة أمورهم وهم يقرا ون القران والحديث, أو نظنهم كذلك. والقران والسنة وسيرة السلف الصالح غني بكل ما يتعلق بأدبيات وأخلاقيات النزاعات والحروب ما هو لا يخفي علي اقل المسلمين فقها , دع عنك العلماء.والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ونصح الحكام من صميم عمل علماء المسلمين الذين يخشون الله ولا يخشون الذين هم من دونه , خاصة الظالمين من الحكام.

ونحن نسال علماءنا هؤلاء ما حكم ولاية من  يأمر بقتل الأسري وانه لا يريد إن يري قطية واقفة في شمال دارفور مثلا؟ أو يقول انه جاء للسلطة بالبندقية والعايزها يشيلها بالبندقية؟ أين ذهبت مقولة ( هي لله هي لله, لا للسلطة ولا للجاه)؟.وأي دعوة للفتنه اكبر من قول رئيس دولة لرعيته انه لا يفاوض إلا من حمل السلاح؟ وان السلطة لا تشبه زيد من الناس؟ القران والسنة والسيرة العطرة للسلف الصالح فيه حكم كل ما قاله هذا الرئيس الذي وصفهم الله في كتابه وفي سورة الأنفال بالكفروبالظلم وبالفسق إن هم لم يحكموا بما انزل الله.ودونكم سورة الأنفال يا علماءنا فاقراوها ووعوها إن لم تفعلوا من قبل. وتذكروا أن أكثر الناس خسرانا من باع أخرته بدنيا غيره.(هل هذا حديث أم قول مأثور يا علماء؟).

أفتونا يا علماء المسلمين في السودان : هل رئيس وحكومة السودان والذين يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ ويهتكون أعراض النساء ويهلكون الحرث والضرع  و يدمرون الآبار, هل هؤلاء مسلمون؟

اللهم هذا مني لعلماء المسلمين وأئمة المساجد في السودان وكل بلاد المسلمين من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونسألك نصر المظلومين في كل مكان انك غالب علي أمرك وانك فعال لما تريد.