التجمع العربى... ومحاولة إلغاء الآخر فى دارفور2

 

 

                                                                       helhag@juno.comد. حسين آدم الحاج

الولايات المتحدة الأمريكية

تمهيد:

يبدو أن الحكومة لم تع الدرس من المآسى والمجازر التى ضربت إقليم دارفور خلال السنة الماضية بفعل سياساتها القائمة على ضرب القبائل بعضها ببعض, فبعد تجربة مليشيات الجنجويد يجدر بها أن تراجع حساباتها تجاه هذه النقطة الحساسة المتعلقة بالعلاقات بين القبائل فى إقليم متعدد بقبائله وأعراقه, لكن يبدو أن الحكومة تنسى نفسها وتحاول إعادة نفس شريط السيناريو مرة أخرى لكن هذه المرة بين القبائل الأفريقية, فقد أعلن رئيس الجمهورية الفريق الركن عمر البشير رسمياً الحرب علي الجماعات المسلحة في دارفور، ودعا مواطني كلبس بالعاصمة لتسليمه لواءاً من المجاهدين بتسليح المتطوعين ووضعهم تحت الادارة المباشرة لرئاسة الجمهورية لحسم التمرد فى دارفور(الأضواء 31/12/2003م), لكنَّ السؤال الذى يطرح نفسه بداهة هنا هو لماذا لواءاً كاملاً من أهل الإقليم؟ ولماذ يحاول الرئيس أن يجعل أهل دارفور يتقاتلون فيما بينهم ويدفعون فاتورة الموت والقتل من دمائهم و أرواحهم؟ ثمَّ إلى متى تستمر إعادة تشغيل هذا الشريط المأساوى, عرب ضد زرقة, ثم زرقة ضد زرقة, ثم من ضد من بعد ذلك؟ وإذا أعلن الرئيس الحرب على الجماعات المسلحة بدارفور فذلك قراره لكن لديه الآن أكثر من مائة ألف مقاتل من قوات الجيش السودانى وأفراد الدفاع الشعبى إنتهى دورهم فى جنوب الوطن وجبال النوبة والنيل الأزرق, فلماذا لا يتم توجيههم لدارفور للقتال هناك؟ شيئ بديهى ذلك لكن للأسف يبدوأنَّ هنالك شيئ خطأ وقد يدعو ذلك إلى التأويل البعيد قبل القريب, ونتمنى أن تراجع الحكومة نفسها مرة أخرى فى قضية دارفور فكل الفعاليات والتنظيمات داخل الوطن والجهات العالمية ذات الشأن أجمعت على ضرورة إعتراف الحكومة بالبعد السياسى لتلك لقضية ومن ثمَّ العمل على طرحها بصدق وتجرد من أجل إحلال السلام فى كل ربوع الوطن نعتقد أنّه سوف لن يتم بمعزل عن قضية دارفور بكل أبعادها السياسية والإجتماعية والإقتصادية.

 

التجمع العربى:

 

إمتلأ بريدى الإلكترونى بالرسائل العديدة من أبناء دارفور وغيرهم المنتشرين حول العالم بينهم عدد غير قليل من أبناء القبائل العربية, منهم إخوة لى لم تلدهم أمِّى, وأصدقاء أكن لهم كل المحبة والتقدير, وبرغم تراوح تلك الرسائل بين درجات الإستحسان والعتاب والإقتراحات ولفت النظر إلى جوانب موضوعية من القضية إلاَّ أنَّها جميعاً قد إتفقت على وجود مشكلة على درجة عظيمة من الأهمية تتطلب تكاتف كل أبناء دارفور لحلَّها حفاظاً على سلامة أهاليهم والمحافظة على ذلك النسيج الفسيفسائى الفريد فى تعدد قبائل الإقليم وتنوعه كما أشار إليها بمتعة دكتور فتح الرحمن القاضى فى مقاله المنشور أدناه فى هذه الصفحة, كما وصلتنى أيضاً بعض الوثائق من أناس مجهولين لا أعرفهم, منها المذكرة ثمَّ البيان اللذان قدمهما وفد من بعض أعضاء المؤتمر الوطني من أبناء ولاية جنوب دارفور وشيوخ قبائل دارفور لكل من رئيس وأمين المؤتمر الوطني بالولاية ضد ما وصفوه إستغلال فئة من أعضاء المؤتمر الوطني لمؤسسات الحزب وتوجيهها لأغراض تعمق أهداف تدعو إلى فتنة مفادها تفريق أهل دارفور وإعطائهم أسماء عرقية والسعي لطمس تاريخ الإقليم المشهود له بالوحدة والترابط على مرالحقب التي عرفها أهل السودان كما ذكروا فى بيانهم, وسننشر ذلك لاحقاً فى هذا المقال.

 

أحب بداية أن أوضح أن هدفى من هذه المقالات حول مليشيلت الجنجويد ثمَّ التجمع العربى, ليس هو شيل حال لأفعال قلة من أهل دارفور وأجانب غريبين عنها, بل إنَّه لمن أوجب الواجبات أن يعرف مجتمع دارفور خاصة, وكل المجتمع السودانى, وقبلهم الحكومة السودانية إن لم تكن تعرف, هذه الحقائق حتى تتم معالجتها بعمق وحكمة, إنَّ الطبيب لا يمكنه تحديد الدواء المطلوب لإزالة المرض من الجسم إن لم يقم بالتحليل السليم والكامل للأعراض المرضية, ولذلك يجب أن تتوفر كل المعلومات مهما كانت مؤلمة فعن طريق تحليلها بحكمة يتم التوصل للحل الأمثل. من ناحية ثانية إنَّ سياسة دفن الرؤوس فى الرمال هى لبَّ المشاكل ومصدرها خاصة فى مجتمعنا السودانى المتشكل, وهى دائماً ما تؤدى إلى تعقيد المشكلات إلى مستويات يستحيل معها الحلول التوفيقية كما نشاهدها جلياً فى سيناريو المفاوضات الحالية للتوصل لسلام فى الجنوب, فلو جلس أولئك المتنفذون يومها إلى الإخوة الجنوبيين عام 1955م وإستمعوا إلى أشواقهم فى دولة السودان وإلتزموا بها وطنياً ودستورياً لما كان الحال هو ما عليه الآن, لكنه قصور فى النظر وضيق فى الأفق وشح فى الخيال البناء.  

 

ولقد تساءلنا فى منتهى الحلقة الأولى من هذا المقال عمَّا إذا حدث أى تغير أو تطور فى عقلية أهل التجمع العربى منذ تلك المذكرة التى رفعوها لرئيس الوزراء الصادق المهدى فى أكتوبر 1987م, وردود الفعل الحاد التى صاحبتها حينها؟ للأسف نكتشف إنَّ الذى حدث بعد ذلك هو أنَّ الأمر قد تطور من نزاع الكلمات إلى نزاع مسلَّح أخذ يتطور تدريجياً تحت دواعى النهب المسلَّح ثمَّ الهجوم المتواتر من المجموعات العربية النازحة من تشاد على أطراف وقرى جبل مرة ووادى صالح ودار المساليت قبل أن تمدد لتشمل قبائل أخرى على نحو ما أوضحنا فى تحليلنا للخلفية التاريخية لهذه الجماعات فى مقالنا عن الجنجويد, وبالرغم من الجهود التى قام بها الدكتور التجانى سيسى, حاكم الإقليم يومها, لإحتواء المشكلة المتفاقمة وتهدئة الخواطر والشروع فى عقد مؤتمر صلح شامل إلاَّ أنَّ إنقلاب الإنقاذ لم تمهله, لكن النظام الجديد بدأ من حيث إنتهى هو وإنعقد المؤتمر ليخرج بتوصيات لم ير النور فعادت الساقية تدور حول محور العنف مرة أخرى, ولقد جاءت الكارثة بعد حسم حملة بولاد, نهاية 1991م و بداية 1992م, إذ يبدو أن الحكومة قد أعطت المليشيات التى سندتها فى تلك المواجهة الضؤ الأخضر بعدها للمضى قدماً فى تدمير قرى الفور تماماً تشكلت خلالها وبعدها مليشيات الجنجويد, ولقد كان وضعاً مأساوياً حقيقةً أن تسمح دولة بإبادة جزء من شعبها لأهداف سياسية, ندعم قولنا هذا بوثيقة فى غاية الخطورة صدرت عن إدارة العمليات الحربية للتجمع العربى تمثلت فى شكل أوامر معنونة لعضويتها عام 1992م, بعد حسم معركة بولاد, نوردها هنا دون تنقيح:

 

التجمع العربي

إدارة العمليات الحربية

بسم الله الرحمن الرحيم

(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)

[ نسخة طبق الأصل]

 

على هيئة الأعضاء الذين أدوا قسم تحت قيادات التجمع العربي أن يعقدوا إجتماعات مكثفة لأجل تنفيذ كل شروط الالتزامات التي تم تنفيذها من قبل رئاسة اللجنة التنفيذية ورموزها على أن تضم الاجتماعات الأولى جميع القبائل العربية التي تسكن بالقرب من المناطق والأرياف المشار إليها بالإبادة والحرق وعلى العمد والمشايخ أن يلزموا أفراد سلطاتهم بالقسم حتى يكون الأمر في ثقة تامة وبعد ذلك يعقد إجتماع عام لجميع القبائل العربية وغير العربية والمتطوعين من قبائل الأخرى على أن يستعان بهم [كالزغاوة] في الإجراءات الحربية والتدريب العسكري بالإضافة إلى الدراسات الجغرافية حتى تبدو غير واضحة لمن يراد أبادتهم.

وفيما يلي كل البنود التي تم تنسيقها وهي: -

1/ جرد جميع الماشية والدواب من قبلية الفور بكل الوسائل الممكنة.

2/ قتل زعماء وممثلي ومثقفي الفور وحصر المتبقي منهم في المدن والسجون وإغتيال من وجد وسيلة لإغتياله.

3/ إبقاء كل وسائل الحركة المساعدة للبلاغات والإسعافات السريع من الحكومة حتى لا تكون بينهما وسائل للاتصال.

4/ وضع معسكرات المقاتلين من القبائل العربية فوق الجبال التي تبدوعالية من المهاجمين ولا تستطيع الدخول إليها.

5/ بدء الحركات الحربية في المناطق الكبيرة التي عليها مقاومة الهجوم وإرسال أعداد كبيرة من المقاتلين إليها.

6/ توزيع الوافدين من القطر الغربي [تشاد] جماعة إدريس جاموس وحسين هبري على المناطق الغربية في الإقليم وعلى النحو التالي: -

أ)  وادي صالح. 

ب) مكجر.

ج) وادي كجا.

 

7/ توزيع قوات الدفاع الشعبي الوافدين من كردفان [المسيرية] كما يلي: -

أ) جبل مرة. 

ب) جنوب وجنوب غرب كاس. 

ج) وادي باري. 

 

على جميع الذين أدوا القسم الالتزام والاعتصام على جميع ما ذكرنا من شروط حتى نتمكن من الانتصار وأعلموا أن قوات العدو يتكلون على الكفار والمشركين ولهذا رأينا أن نوزع قواتنا ذلك التوزيع الذي يناسب قوة المنطقة.

 

لجنة التجمع العربي بالإقليم

إدارة العمليات الحربية

1992م

(إنتهى)

 

ويبدو أن تلك المليشيات قد وجد الدعم والسند الكامل من حكومة الإنقاذ فتوسع نشاطه من جنوب السودان إلى جبال النوبة وتمددت برامجه وتطورت إلى برامج قريش (1) ثمَّ قريش (2) التى أصدرت بيانها عام 1998م, والطريفى (1) والطريفى (2), وتنوعت عملياتها الحربية من "المراحيل" فى جنوب السودان, إلى "شاهين" فى جبال النوبة, إلى "الفرسان" فى دارفور, وقد توسعنا فى نشر ذلك فى مقال الجنجويد أيضاً, ويبدو أنَّ تقسيم الإقليم إلى ثلاثة ولايات إبتداءاً من عام 1995م قد أعطت تلك المليشيات ثقة أكبر فى المضى قدماً لتطوير برامجهم مستفيدين من الأغلبية السكانية الميكانيكية فى ولاية جنوب دارفور حيث سهَّل لهم ذلك الإستفادة الكاملة من إمكانيات الدولة والحزب الحاكم, المؤتمر الوطنى, وتسخيرها كاملة لتنفيذ برامجهم بكل إطمئنان من المراقبة أو المحاسبة, ندعم قولنا هذا بالخبرالصحفى التالى ثمَّ نورد الوثيقة التى يعنيه هذا الخبر ويمثل تلاحم التجمع العربى مع الحزب الحاكم تلاحم العظم باللحم.

 

جاء الخبر التالى فى صحيفة الأضواء الصادر فى الأحد 28/12/2003م, نوردها هنا دون تصرف, حيث تقول الصحيفة:

 

بعد اشتداد المعارك في دارفور

أكثر من مائة عضو في الحزب الحاكم يرفعون مذكرة يدقون فيها ناقوس الخطر

نيالا: الأضواء 28/12/2003م

تشابكت خيوط الازمة بدارفور وبدأ صداها يرتد ليفت من عضد حزب المؤتمر الوطني بالتزامن مع تعالي أصوات السلاح مجدداً وعودة دائرة الصراع المسلح المتعين على الحزب الحاكم معالجتها وإحكام نسيجه الداخلي في ذات الوقت.

وفيما اعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة امس عن كسر هجوم جديد على محلية كلبس يواجه موفدو الحزب الحاكم الى دارفور المهندس الحاج عطا المنان ومندور المهدي لدى وصولهم المنطقة اليوم مذكرة ممهورة بتوقيع مائةٍ وأحدَ عشرَ من قيادات ومنسوبي الحزب بولاية جنوب دارفور تحذر من نشاط فئة من اعضاء الحزب لجهة تعميق اهداف تنظيم عنصري يسعى بالفتنة بين سكان الولاية على اساس عرقي لنص المذكرة التي تحصلت عليها «الاضواء» وأكدت المذكرة ان المجموعة المتهمة بتولي الفتنة جابت الولاية بغية عزل قبائل محددة وطمس تاريخ الاقليم متناسية كون حزبها وعاءً جامعاً لمختلف القبائل والطوائف وشدد الموقعون على ضرورة اجراء تحقيق وإنفاذ محاسبة عاجلة.

ودعت المذكرة التي وقع عليها اعضاء بالمجلس الوطني وهيئة شورى الحزب الحاكم بجنوب دارفور هيئة القيادة، ورئاسة الحزب لفضح ما وصفته بالفتن والدسائس وايقاف تعاون منسوبي الحزب مع أحزاب قالت انها معادية للبرنامج الوطني وطرح الحزب.

وارفق أعضاء الحزب الحاكم مع المذكرة وثائق ضمت مذكرات تعود للعام «1987م» موجهة من كيان يدعى التجمع العربي للصادق المهدي بجانب خطاب سري لعرقلة حكومة حاكم دارفور التجاني السيسي ترجع للعام «1988م» وأوامر قسم إدارة العمليات الحربية للتجمع العربي بدارفور في العام «1992م» ومنشور سري لعام «1998م» وتقرير اللجنة السياسية لمجلس تنسيق القبائل العربية في الشهر الماضي والبيان الاول لإعلام اللجنة السياسية الصادر بالشهر الحالي.

والحقت المذكرة بمستنداتها البيان الاول لزعماء قبائل دارفور الذين أنهوا اجتماعاً بنيالا أمس تعهدوا فيه بانهاء الصراع ودعم القوات المسلحة واستنكروا في البيان ما أسموه بالنشاط العنصري الهدام مُدينين فيه غض الطرف عن ممارسات الجنجويد.

واضاف بيان القبائل انهم يراقبون حياكة فتنة بدأ نسيجها قبل حوالي عقدين.

وفي السياق ابلغ «الاضواء» عضو الهيئة القيادية للحزب بالولاية وامين القطاع الاجتماعي، احد الموقعين, عبدالكريم دقاش ان المذكرة لاقت تجاوباً من أمين الحزب بالولاية سالم بابكر حمد ووصفها بانها دعم للمؤسسة مضيفاً ان بعض منسوبي الحزب يسعون لمنح مواطنين بالمنطقة اسماء عرقية ويستغلون امكانيات وأجهزة الدولة لتمرير اجندتهم وأكد لـ «الاضواء» عضو البرلمان الموقع على المذكرة على حسين دوسة ان الوثيقة ترمي لتجنيب الحزب الانشقاق والانفراط بجانب تأسيسها مبدأ محاسبة الجانحين والعنصريين وإيقاظ الحزب من الاسترخاء المفضي لتفتيت المنطقة والتنظيم.

(إنتهى)

 

إنَّ الوثيقة الأساسية التى يعنيه الخبر أعلاه صدرت عن التجمع العربى فى منتصف شهر نوفمبر الماضى, أى قبل أقل من شهرين, ننشرها أدناه لكننا أمسكنا عن نشر الأسماء الواردة فيها, فمعذرة:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مجلس التنسيق

اللجنة السياسية

التاريخ :15/11/2003م

 

الموضوع : تقرير عن رحلة اللجنة المذكورة إلى محليات

برام – تلسرهيد البردي – عد الفرسان

 

توجهت اللجنة يوم الاثنين الموافق 10/11/ 2003م في تمام الساعة الخامسة مساء إلى محلية برام حيث كان الوصول إليها تمام العاشرة والنصف مساء، بأشرة اللجنة عملها فور الوصول والتقت بالقيادات وزعماء الإدارة الأهلية والسياسيين والتنفيذيين والأعيان.

وبعد شرح أهداف الزيارة وطرح الفكرة وما ترمي إليه فتح المجال للحضور للتعليق السؤال ، وإبداء الآراء والمقترحات عبر المتحدثون عن فرحتهم وتأييدهم الكامل لكل ما جاء في حديث اللجنة الموقرة رغم المجيء المتأخر للفكرة.

وتخلل الحديث بعض التساؤلات والاستفسارات عما يكسوه الغموض فبينت اللجنة وردت على كل سؤال ومن أهم توصيات الحضور: -

1- أن يسير هذا الفكر بقوة وفكر نافذ حتى يخرج العمل متكاملاً سليماً معافى.

2- الاستعانة القصوى بالعلماء وأهل الرأي والفكر والاقتصاد.

3- تأمين التوزيع العادل للفرص في السلطة والثروة خاصة في ظل السلام المرتقب على المستويين المحلي والقومي.

4- العمل على رأب الصدع بين القبائل العربية وبسرعة.

5- تناول القضية في إطار الدين والشرع وسماحة الإسلام.

6- تعميم الفكر على مستوى السودان.

7- تغير أسم الولاية إلى أسم أخر مناسب.

8- ضرورة الإعلام والتوثيق والبحث.

9- وعقب التوصيات تم اختيار الأخ/ عمر على الغالي وكيل الناظر منسقاً لمحلية برام وذلك للربط بين المواطن بالمحلية ومجلس التنسيق.

10- تلا ذلك تكليف أمين المؤتمر بالمحلية على الطواف لجمع توقيعات أعضاء هيئة شورى الولاية وإرسالها بأسرع وقت إلى نيالا.

11 في نهاية الاجتماع تم التواثق بأداء اليمين لكل الحضور على العمل جنباً إلى جنب وشرحت له بنود الفكرة التوحدية وفي اليوم التالي زارت اللجنة الناظر صلاح على وفي يوم التالي زارت اللجنة الناظر صلاح على الغالي وشرحت له بنود الفكرة فأمن عليها ثم زارت معتمد الرئاسة في داره وكذلك معتمد المحلية والذي رحب بالفكرة وأيدها تأييداً مطلقاً.

12- كما كلفت اللجنة الأخ/ معتمد المحلية لدعم ومساعدة أمين المؤتمرفي جمع التوقيعات وترحيل أعضاء الشورى إلى رئاسة الولاية حال طلبهم.

وفي يوم الثلاثاء 11/11/2003م توجهت اللجنة لمحلية تلس وعقب الوصول اجتمعت بقيادات الإدارة الأهلية والسياسيين والتنفيذيين.

تحدث الأخ المعتمد شاكراً مجلس التنسيق عبر اللجنة المكلفة وبين خطورة الموقف وضرورة التوحد ثم قدم اللجنة للحضور.

وبعد الشرح المستفيض أفسح المجال للنقاش والتداول فجاءت التوصيات على النحو التالي: -

1- أمن الجميع على فكرة الوحدة والعمل على تحقيقها.

2- تكوين لجنة للأعلام.

3- ضرورة أن يكون للوحدة عمق في جمهورية تشاد.

4- أن يكون هنالك عملاً في وسط طلاب الجامعات لترسيخ هذه المفاهيم ونشرها.

5- فتح المراحيل والصواني.

6- إدراك وترتيب العمل التنفيذي والسياسي.

7- تأمين العلاقة مع الحكومة المركزية.

8- وضع خطة دفاعية مشتركة بين البطون.

9- الاهتمام والتخطيط الجيد للوضع الاقتصادي لرعاية هذه الوحدة.

10-تفعيل الإدارة الأهلية وتطوريها.

11- وضع دستور أو نظام سياسي واضح لهذا العمل.

12- السرية التامة.

 

وبعد هذا تم إختيار العمدة / يوسف عمر خاطر منسقاً لمحلية تلس ثم كلف أمين المؤتمر بجمع توقيعات أعضاء شوري الولاية وإرسالها بأسرع فرصة كما كلف المعتمد بترحيل الأعضاء إلى نيالا عند الطلب.

في الختام تم التواثق على إنجاح هذه الوحدة وحمايتها ثم التقت اللجنة بالناظر أحمد السماني البشر على حده وشرحت له بنود الفكرة فأيدها وأورد التوصية التالية: -

* ضرورة جمع الزعامات العربية في مكان واحد لتأمين الفكرة والسعي لتحقيقها وترجمتها في الواقع.

* وتنشيط السيد / مادبو لتحريك زعماء الإدارة الأهلية للاهتمام بمثل هذه المواقف.

وفي نهار الأربعاء الموافق: 12/11/2003م تحركت اللجنة قاصده محلية رهيد البردي وبعد الوصول التقت بالقيادات من الإدارة الأهلية والسياسيين والأعيان.

 

ثم شرح الأمر للحضور فباركوه بالإجماع وأكدوا جاهزيتهم للوحدة والزود عنها ورعايتها وأدلوا بالتوصيات أدناه: -

1- إعلان هذه الوحدة على الملأ دون خوف ما دام القصد نبيلاً.

2- الاحتفاظ بسرية المعلومات في كل الخطوات الداخلية.

3- تحديد أسم واضح لهذا الاتحاد.

4- شعار واضح لهذا الكيان والعمل على تحقيقه.

5- التحول من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم بالآراء والمبادرة لصد الافتراءات والأكاذيب والشائعات.

6- التأني والدراسة الجادة لسلامة الخطوة.

7- الطهر في التعامل مع الآخرين.

8- العمل على إقصاء وإعفاء إدارة الشرطة الشعبية بالولاية وذلك لتورطها في كثير من المخالفات [يمكن مراجعة أجهزة الأمن].

9- إبراز خطة اقتصادية واضحة ومدروسة لدعم هذا العمل.

10- الاستيلاء الكامل على السلطة في جنوب دارفور بناء على الأغلبية الميكانيكية.

11- العمل على تغيير أسم الولاية إلى أسم أخر.

12- مراجعة مسألة الإعفاء من الخدمة في كل المجالات مع الخرطوم.

13- تشجيع أبناء البطون على الدخول إلى الكليات العسكرية والجيش والشرطة.

*  عقب ذلك التواثق واختير الأخ/ يوسف محمد يوسف منسقاً للمحلية وكلف أمين المؤتمر بجمع توقيعات أعضاء هيئة الشورى وإرسالها إلى نيالا.

تشير إلى أن هذا الاجتماع ضم كل الأسر والبطون الموجودة في رهيد البردي وخاصة السلامات.

 

* في يوم الخميس 13/11/2003م سارت اللجنة إلى محلية عد الفرسان وفي مساء ذات اليوم التقت بزعماء الإدارة الأهلية والأعيان والسياسيين وبعد شرح أغراض الرحلة أتيحت الفرصة لتداول والأسئلة وحينها أكد الحاضرون تأييدهم ودعمهم للوحدة وتوجوا ذلك بالتوصيات التالية: -

1- تكوين لجنة خاصة بالإعلام تسمى لجنة الإعلام والبحوث.

2- المحافظة على هذه المبادئ والمفاهيم وتطويرها.

3- حماية ظهر السياسيين والتنفيذيين من أبناء البطون وبكل المستويات.

4- تغيير أسم ولايات دارفور إلى أسماء أكثر منطقية.

5- ربط النسيج الاجتماعي العربي وتبادل الزيارات.

6- أن توضع أسس أهداف اقتصادية قوية وواضحة.

7- إعلان العمل العربي دون خوف.

8- تنظيم الجنجويد لعمل الخير ودرء المخاطر.

9- الطاعة المطلقة للقيادات العربية وخاصة مجلس التنسيق.

10- العمل على التحكيم وحل المشكلات بين أبناء الولايات الكبرى من كل الأجناس لرأب الصدع وكسب ود الآخرين .

11- الانتباه لحركة التجارة الخارجية وخاصة تجارة الحدود.

12- حفظ سرية المعلومات.

13- تبني طلاب الجامعات والباحثين.

14- العمل بكل الوسائل لاستيعاب الخريجين في المصالح الحكومية والمؤسسات.

15- تصحيح الأوضاع الإدارية والتنفيذية في حاضرة الولاية وتمكين الإدارة الأهلية بكل مستوياتها.

16- مراجعة الهجرة المنظمة إلى قوز دنقو ومشاريع المياه المصدقة باسم عد الفرسان وتحول إلى جهات أخرى.

17- موازنة الهجرة المنظمة إلى نيالا والنظر في أمرها.

عقب التوصيات تواثق الحاضرون على دعم وحماية الوحدة وتم اختيار الأخ/ دبكه عيسى دبكه منسقاً للمحلية لدي مجلس التنسيق كما كلف أمين المؤتمر لجمع توقيعات أعضاء هيئة الشورى وإرسالها إلى نيالا.

 

ملخص التقـريـر: -

1- الفكرة عموماً وجدت القبول والتأييد من الجميع.

2- كل القيادات الشعبية والسياسية والتنفيذية وضعت في الصورة تماماً وهي رهن الإشارة.

3- الغالبية العظمى رفعت شعار تغير اسم الولاية.

4- نادي الجميع بضرورة تكوين لجنة خاصة بالإعلام والبحوث.

5- وضع وإبراز خطة اقتصادية واضحة والإسراع في تنفيذها لدعم المسيرة وبقوة.

6- تمت التعبئة الكاملة لإعشاء هيئة الشورى للولاية للمطالبة بعقد مؤتمر استثنائي للهيئة وذلك بجمع توقيعات الأعضاء.

7- التعاون التمام للمعتمدين مع أمانات المؤتمر بالمحليات لجمع التوقيعات وترحيل الأعضاء إلى حاضرة الولاية عند الإعلان للمؤتمر.

8- إعادة النظر في بعض القيادات والإدارة في مرافق الخدمة بالولاية وتغيير ما يمكن تغييره.

9- سرية المعلومات المهمة لسلامة المسيرة.

10- تكوين جهاز خاص للمعلومات.

11- الإسراع في حل النزعات العربية لوحدة الصف العربي.

12- الاستيلاء الكامل للسلطة في الولاية استناداً على الأغلبية الساحقة لهذا الكيان.

13- ضرورة العمل في العمق التشادي ومساندة العرب هناك وذلك لضمان الاستقرار في هذه الولاية.

14- ضبط وتنظيم تجارة الحدود الغربية بصفة خاصة.

 

كما قامت اللجنة وفي إطار العمل الاجتماعي بتغطية ومواساة بعض الأسر وتقديم العزاء لها منهاأسرة الشهيد بن عمر إدريس ، وأسرة عبدالرحمن حمد الله في كتيله ، وأسرة إدريس عبدالمولى وبعض الأسر في رهيد البردي وعد الفرسان كذلك زارت اللجنة بعض مشائخ الطرق الصوفية والخلاوي أخرها خلوة العارف بالله بغرب من نيالا حيث أدت فيها فريضة صلاة الجمعة.

* في الختام نلفت نظر الجميع بأن اللجنة طافت على هذه القواعد وأوضحت لها ضرورة الوحدة وخطورة المرحلة الحالية أبدت القواعد الاستعداد الكامل لتبني هذا الأمر غير أنها حذرت مجلس التنسيق من التكاسل والتقاعس وأنها لا تعرف الحلول الوسطية ولا تقبل المبررات عليه يلزمن جميعاً أخذ الأمر بقوة وجدية وإقدام مع السرعة والإتقان. 

 

هذا وبالله التوفيق

اللجنة السياسية

 

(إنتهى)

 

وعوداً على بدء, وكرد فعل على هذا النشاط, وكل النشاطات التى تمت منذ العام 1987م, فقد إحتج بعض منسوبو حزب المؤتمر الوطنى بولاية جنوب دارفور, كما أسلفنا أعلاه, وأصدروا المذكرة التالية ضد ما أسموه تحالف التجمع العربى مع الحزب الحاكم, جاء فيها:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

المؤتمر الوطني

ولاية جنوب دارفور

 

اليوم ........... الموافق: ديسمبر 2003م

الأخ/ رئيس المؤتمر الوطني بالولاية

الأخ/ أمين المؤتمر الوطني بالولاية

الســلام عليكم ورحمه الله وبركاته

 

نحن الموقعون أدناه أعضاء المؤتمر الوطني من أبناء ولاية جنوب دارفورعلى مختلف مواقعنا التنظيمية في مستويات الحزب المختلفة.

تابعنا بإشفاق شديدإستغلال فئة من أعضاء المؤتمر الوطني لمؤسسات الحزب وتوجيهها لأغراض تعمق أهداف تنظيم عنصري يدعو إلى فتنة مفادها تفريق أهل دارفور وإعطائهم أسماء عرقية والسعي لطمس تاريخ هذا الإقليم المشهود له بالوحدة والترابط على مرالحقب التي عرفها أهل السودان.

لقد تأكد لنا أن هذه الفئة التي جابت أرجاء الولاية بعزل قبائل بعينها من الحزب الحاكم والذي يعتبر وعاءاً جامعاً لكل أهل السودان مسلمين وغير مسلمين بمختلف قبائله وطوائفه، متساوين في الحقوق والواجبات بحكم المواطنة والانتماء السياسي.
ولما نشهد
أي تحركاً من قيادة الحزب في الولاية أو المركز شجباً أو إستنكاراً أو تحقيقاً للوقوف على دواعي قيام هذا التنظيم وإستغلال أفراده لمعينات الدولة ومنابر المؤتمر الوطني في تنفيذ مخططات هذه الفتنة.

من هنا بات فرضاً علينا أن نلفت نظر قيادة الحزب بولاية جنوب دارفور والمركز، أنه من الواجب أن نحافظ على وحدة المؤتمر الوطني وأن نفضح الدسائس والفتن التي تعيق مسيرته وتقوض بنيانه وتضعف مصداقيته وتشتت عضويته، خاصة وأن هذه الفئة تتعاون مع أفراد من أحزاب معادية للبرنامج الوطني وطرح الحزب.

عليه نرى أن تتم إجراءات تنظيمية عاجلة لإحتواء هذه الفتنة ومحاسبة الضالعين فيها مع تعميم التحذير لكل من يتخطى المؤسسة ويسعى لشق الصف في هذا الحزب الذي أحوج ما يكون لوحدته في هذه المرحلة الدقيقة من عمر السودان ودارفور حتى يظل وعاءاً جامعاً لكل قبائله وأهله.

ونحن كأعضاء في المؤتمر الوطني بهذه الولاية لا نرضى أن تغرق هذه الولاية في أي انتهاك لأمن المواطنين وحرماتهم بل نسعى جادين لتمتين النسيج الاجتماعي بين قبائل هذه الولاية بمختلف ألوانهم وسحنهم وأن نواصل في حل قضايانا بالحوار داخل مؤسساتنا وتنظيماتنا السياسية منها والمدنية ولا نرضى بإستخدام العنف أوالعزل أوالتهجير أو التطهير العرقي لتحقق بها مغانم ذاتية أومواقع زائلة.

 

الموقعون هم: -

1/ .....................................................................

2/......................................................................

3/......................................................................

4/......................................................................

5/......................................................................

6/......................................................................

7/......................................................................

8/......................................................................

9/......................................................................

10/....................................................................

11/....................................................................

12/....................................................................

13/....................................................................

14/....................................................................

(إنتهى)

 

 

وقد تزامن إصدار هذه المذكرة مع إجتماع لبعض زعماء قبائل دارفور إنعقد بنيالا تعهدوا فيه بانهاء الصراع ودعم القوات المسلحة, ثمَّ أصدروا بياناً لأهل السودان قاطبة ولأبناء دارفور خاصة إستنكروا فيه ما أسموه بالنشاط العنصري الهدام لبعض الجماعات مُدينين فيه غض الطرف عن ممارسات الجنجويد, ويبدو أنَّهم قد قرروا إصدار سلسلة من البيانات تفضح نشاطات التجمع العربى, ولذلك جاء بيانهم هذا مرقَّماً بالبيان الأول, ذكروا فيه:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قبائـل دارفـــور

بيان رقـم (1) حول الفتنة العنصرية

التاريخ: 24 شوال 1424هـ  الموافـق: 18 ديسمبـر 2003م

 

تأكيـداً على أن الإيمان والعمل الصالح هو سبيل المحبة والتوادد قال تعالي (أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً) صـدق الله العظيم

 

وبعد : -

فهذا بيان لأهل السودان قاطبة ولأبناء دارفور خاصة وبعد صمت طويل عن نشاط عنصري هدّام تقوده فئة من أدعياء العروبة زرعوا بها الفتنة بين أبناء دارفور الذين عاشوا في ود ووئام قروناً طوالاً ليقسموهم على أساس عرقي وأداروا من أجلها فتنه أشاعوا بها الموت والدمار للأهالي الوادعين من أجل تهجيرهم من ديارهم بغير حق وبمظاهر إفساد لم يعهدها السودان حتى في عهود الباشبزق والهمجيات القديمة أن الجنجويد يرتكبون جرائماً ضد الإنسانية بقتل بشع للأطفال والنساء والشيوخ وينهبون كل ما في أيدي الآخرين فهم وصمه عار ستبقي في وجهه كل من سعى في تأليبهم أو تقديم الدعم لهم أو أعانتهم على ارتكاب الجريمة بالسلاح والمال أو غض الطرف عن ممارستهم المرعبة المهولة.

 

الأخوة الكرام،،

أجتمع في مدينة نيالا أبناء قبائل دارفور وقد عز عليهم شهود الدار تخرب عليهم بفتنه عنصرية ودعوة جاهلية منتنة وتداولوا مخاطرها على دارفور وعلى السودان والأمة الإسلامية جمعاء وعلى كل الإنسانية ثم أقروا العمل معاً لدرء هذه الفتنه والتصدي لها بحول الله وقوته.

فالسكوت عن فتنه تدبر بتنظيم محكم ناهز اليوم عمره عقدين من الزمان ولها إستراتيجيات وأهداف ممرحله وآليات تنفيذ ومتابعة ولها القدرة على المواءمة وإحتواء أنظمة الحكم وتسخيرها نحو أهدافها الهدامة فما عاد هذا السكوت مجدياً في حق المستهدفين من أبناء دارفور ولم تعد سياسة راشدة لمن يتقي الله في رعايته أمر العباد والبلاد ومن أجل هذا وفي مسعى مدافعة الفتنه التي تقودها تلك الفئة الضالة في دارفور فأننا نُملّكُ الشعب السوداني والمجتمع الإنساني وثائقهم التي تدل على دعواهم البغيض ليرى أهل البصيرة أن محنه دارفور وفاجعتها الكبرى بدءاً بالنهب المسلح والحروبات القبلية وانتهاءً بفظائع الجنجويد إنما هي حلقة مرتبطة ودفع سري متواصل من تنظيم عٌرف بالتجمع العربي الذي يأخذ لنفسه في كل مرحلة أسماً يتواري تحته بينما تبقي أهدافه الاستراتيجية العنصرية ثابتة.

والطواف المشئوم (فى التقرير أعلاه) الذي قام به عناصر هذا التنظيم العنصري في نوفمبر الماضي على المحليات الواردة في التقرير المرفق [ برام – رهيد البردي – تلس – عد الفرسان] يؤكد جملةً من الحقائق نوجزها في الآتي: -

1/ وجود التنظيم العنصري القبلي حقيقة وله لجان متخصصة معنية بتنفيذ البرامج وفق استراتيجيات موضوعة ومحسوبه.

2/ إستغلال هذا التنظيم لأجهزة وإمكانيات الدولة والحزب الحاكم.

3/ مسئولية التنظيم السري في إيجاد الجنجويد وسعيه الدائم في استغلال الدولة وآخرها توفيق أوضاع العناصر التي ارتكبت جرائم فظيعة ضد البشرية بل تبرير الاعتداء على المدنيين [أحداث قرية تيقي – ديسمبر 2003م].

4/ لم يقتصر مهمة التنظيم العنصري على زعزعة استقرار دارفور بإثارة الفتنه بل تعدى نشاط التنظيم حدود دارفور والسودان إلى دول الجوار .

 

أننا نطلب فقط في هذا المقام أبناء دارفور وأبناء السودان ومن وَلاّهم الله أمر البلاد والعباد بالتدبر والفحص الدقيق المتجرد للوثائق المرفقة ومن ثم التحلي بالشجاعة لمقارنة ما جاء فيها مع واقع الأوضاع الأمنية والسياسية والإدارية في كل دارفور.

حينها سَيُدرك حقيقة هامة مفادها أن التنظيم قائم فعلاً والأحداث على أرض الواقع تجري حسبما هو مخطط ومدبر له وفق المخططات السرية التي أراد الله لها الانكشاف رغم فرض السرية عليها وأخيراً فهذا عرض صادق أمين لحقيقة الفتنه في دارفور ونؤكد عزمنا وقدرتنا كأبناء دارفور دون إقصاء لأحد على التصدي القوي لهذه الفتنه وكل فتنه تعمد على زعزعة الأمن والاستقرار فلابد من عوده الوئام والمحبة بين كل القبائل لتعيش في سلام في كنف وطن يسع الجميع وفي هذا المقام لا يفوتنا تحية قادة بعض القبائل العربية لرفضهم الاستجابة للدعاوى العنصرية وقد قاوموها حتى قبل افتضاح الأمر وقدموا الدليل الشافي على أنه توجد مشكلة حقيقية تمثل هذا التوجه العنصري الذي يسعى إليه دعاه الفتنه والشقاق .

كذلك فأننا ندعو وبعزم صادق إلى وقف فوري ودائم في ربوع دارفور لإطلاق النار والعودة إلى الحوار والصبر عليه لحل المشاكل بين الحكومة والحركات المسلحة من أجل الأبرياء من أبناء دارفور.

 

وعلى الله قصد السبيل،،

قبائـل دارفــــور

 

توقيعات عن القبائل

1/ المقدوم أحمد عبدالرحمن رجال                                    الفور ..................

2/ العميد ركن م/ عبدالرحيم محمدو آدم صبي                      الزغاوى ...............

3/ عقيد معاش / منصور حسن عمر                                   البرقد ..................

4/الشرتاي عبدالرحمن آدم أبوه                                         الداجو..................

5/ السلطان يوسف على أبكر                                            البيقو...................

6/نقيب م/ محمد أحمد العاجب الدخيري                              البرتي .................

7/ العمدة آدم إبراهيم                                                      التنجور ................

8/ العمدة صالح محمدين                                                 الهوارة ................

9/العمدة إسماعيل آدم إدريس                                           الباقرما ................

10/محمد أبكر خامس                                                     الهاوسا ................

11/العمدة أحمد التجاني أبوسعدية                                     البرقو .................

12/ العمدة تميم أحمد جعفر                                              البرنو..................

13/العميد م/ إبراهيم عيسى أبوشنب                                  البينقا...................

14/العمدة محمود جمعة                                                  الكارا...................

15/هارون دلدوم فطر حسن                                             المساليت ...............

16/ العمدة محمد أسحق حلاتو                                          الأرنقا..................

17/ العمدة بابكر أحمد على                                             الأبودرق................

 

مرفقـات [صور طبق الأصل]: -

(1) مذكرة التجمع العربي للسيد الصادق المهدي عام 1987م

(2) خطاب سري لعرقلة حكومة السيد الدكتور/ التجاني سيسي عام 1988م

(3) أوامر قسم إدارة العمليات الحربية للتجمع العربي بإقليم دارفور معنون لعضويتها 1992م

(4) منشور سري للغاية قريش (2) عام 1998م

(5) تقرير اللجنة السياسية لمجلس تنسيق القبائل العربية نوفمبر 2003م

(6) بيان رقم (1) الصادر من إعلام اللجنة السياسية لمجلس تنسيق القبائل العربية ديسمبر 2003م

(إنتهى)

 

وقد نشرنا هذه الوثائق جميعها عدا الوثيقة الأخيرة والتى سننشرها لاحقاً أدناه.

 

التحليل:

 

من خلال قراءة هذا العرض الوثائقى لمجموعة التجمع العربى ومقارنته بواقع الحال فى دارفور وردود فعل معظم أبناء القبائل العربية غير المؤيد لذلك يمكننا إستنتاج نقطتين جديرتين بالإهتمام أولهما أنَّ هذا التنظيم كاد أن يتلاشى بعد المذكرة التى رفعوها لرئيس الوزراء السيد الصادق المهدى بعد إستنكار معظم الفعاليات السياسية لها ونفور الكثير من الناس منها, وعلى حسب ما علمنا مؤخراً أنَّ أغلبية الذين وقعوا على المذكرة تراجعوا عنها وأبدوا أسفهم وذكروا بأنَّهم لم يقصدوا إثارة أى فتنة بل كان الأمر بالنسبة لهم مطالب منطقية لتنمية مناطقهم وإنصافهم فى المشاركة العادلة فى السلطة, وبدورنا فنحن نعتقد بأنَّ هذا هو الشعور الحقيقى ليس لأبناء القبائل العربية فقط بل ولأهل دارفور والمناطق المهمشة جميعاً فكما قيل إنَّ المصائب تجمع المصابينا, فالقبائل العربية مهمشون تماماً مثل القبائل الأخرى. ولعلَّ الزيارة التى قام بها المهندس عبدالله مسار برفقة الدكتور أحمد بابكر نهار لمناطق الحركة المسلحة بشمال دارفور وقضاءهم نحو شهر فى تلك الرحلة للتوسط بين المسلحين والحكومة ما يدعم التوجه البنَّاء لدعم التعايش السلمى بالإقليم, بل أننا نلاحظ بروز بعض الشواهد فى ذات الإتجاه منها بيان "إتفاق للتعايش والتنمية في دارفور" الذى صدر بالخرطوم قبل أقل من شهرين وقعَّه كل من الناظر محمد يعقوب العمدة ناظر قبيلة الترجم ورئيس وفد القبائل في وحول جبل مرة والسلطان صلاح الدين محمد الفضيل آدم رجال السلطان المكلف لقبيلة الفور اللذان توصلا فيه لأتفاق شامل ينهي حالة الاقتتال والاحتراب بالمنطقة, وقد أكدا فيه أنَّ القبائل العربية في وحول جبل مرة وقبيلة الفور قد تعاهدت وتواثقت على العيش بسلام لا رجعة فيه كما نبذا مبدأ الاقتتال بصورة جادة وحازمة إنطلاقا من تعاليم الإسلام الحنيف وإهتداء بإرث دارفور في معالجة النزاعات وتعاهدا فيه على القيام بطواف مناطق النزاع لتهدئة الخواطر ولجم فوهات البنادق تحقيقا للتعايش السلمي والولوج في تنمية دارفور, وبدء صفحة جديدة مؤكدين أن ما يصيب الفور سيصيب العرب وما يصيب العرب سيصيب الفور أيضاً (صحيفة ألوان 17/11/2003م). كما نما إلى علمنا مؤخراً من الإخوة فى الرياض بالمملكة العربية السعودية عن مؤتمر عقدوه يوم 24 ديسمبرالماضى حضره السفير السودانى قدم فيه بعض المثقفين من أبناء القبائل العربية أوراق متوازنة عن قضية دارفور وقد وصلتنى منهم ورقة أساسية قدَّرتها كثيراً حيث ركزت على خطوات عملية للحل الشامل نرجو منهم نشرها على صفحات الإنترنت, مثل هذا الموقع الأنيق, تعميماً للفائدة وحتى يتمكن أبناء دارفور والمهتمون بأمرها داخل وخارج السودان من الوقوف عليها.

 

النقطة الثانية التى يمكن أن نستنتجها هى إعتقادنا أن هذا التنظيم قد نشط مرة أخرى قبل أن ينحسر تماماً بعد مذكرتهم الشهيرة لرئيس الوزراء, وأنَّ دماء الحياة قد دبَّت فى عروقها مرة أخرى بعد إنقلاب الإنقاذ ثمَّ قفزت درجات فى سلم تطورها خاصة بعد حملة بولاد حيث وجدت الرعاية والعناية الكاملة والدعم من النظام الحاكم, ولعلَّ مخطط تقسيم ديار القبائل الكبرى وتفتيتها عبر ما يُعرف بنظام الأمارة, حيث تم فرض توطين بطون قبلية صغيرة وإعطائها إدارات رسمية فى قلب الديار الكبيرة, إعتبرتها الحكومة بمثابة تشجيع لهم ومكافئة لوقوفهم بجانبها لكنهم إعتبروها ضوءاً أخضراً للإستيلاء على المزيد من الأراضى بقوة السلاح وفرض الأمر الواقع ودعوة بعض بطون القبائل بتشاد للهجرة والإستقرار بدارفور, فكانت هذه النزاعات وحملات الإبادة التى تتسترعليها الحكومة, والتى وجدت إدانات عالمية واسعة من ناحية وزادت من إستنكار أهل دارفور لها, خاصة من أبناء القبائل العربية, وفى الحقيقة تبدو الصورة شبه مقلوبة فى هذه المعضلة فالحكومة هى الظالمة تدفع بالمليشيات المساندة لها لتنفيذ خططها, وتختبئ وراء ظهورهم, فيظهر للعالم أنَّ الجانى الحقيقى هم هؤلاء المجموعات وربما ينداح الإتهام ليشمل القبائل العربية جميعاً, وإذا بدأت أصابع الإتهام العالمية تشير إلى الحكومة, وهى محقة فى ذلك, فإنها لا تتردد فى أن تتبرأ من تلك المليشيات وذلك ما قصدناه من الآية التى أوردناها فى صدر الحلقة الأولى من المقال, واليوم عندما يكون أهل كلبس لواءاً كاملاً ويحدث من القتل والدمار ما يحدث فإنَّ الحكومة لا تلبث أن تتبرأ منهم أيضاً, ولذلك فإنَّنا نعتقد بأنَّ المرتبطين بتنظيم التجمع العربى اليوم هم أقلية ولا يمثلون إلاَّ أنفسهم وقد يكونوا متحالفين مع بعض الفئات العربية التى نزحت من دولة تشاد وتبحث لها عن مواطئ قدم فى الإقليم, ولذلك كان هذا القتل الجائر والخراب الذى ضرب البلاد والعباد.

 

 ملاحظة أخيرة جديرة بالذكر كونها تعكس جانباً سلبياً وتتمثل فى تصريحات حكومية يدلى بها بعض التنفيذيين الحكوميين من أبناء الإقليم حول جوانب تتعلق بالنزاع المسلَّح فى دارفور, هؤلاء الإخوة وبحكم مناصبهم يمشون على خيط رفيع بين مسئولياتهم الرسمية وخلفياتهم القبلية ولذلك فإنَّ أى كلمة تصدر منهم يجب أن تكون محسوبةً تماماً لأنَّ تداعياتها قد تتعدى الأطار القومى إلى المحلى وقد تنتقل من العام إلى الخاص, فيسؤ الفهم والظنِّ معاً, وفى هذا فإننا نتمنى أن يوازن حاكم جنوب دارفور فى تصريحاته تجاه الحركة المسلحة بالإقليم, و مع إيماننا التام بحقِّه فى القيام بما يستوجب عليه من المسئوليات إلاَّ أنَّه يجدر أن ينظر للمنظر العام برؤية تستوعبه كاملاً, وينسحب هذا القول أيضاً على وزير التجارة الخارجية, فقد يكون لائقاًً أن يطلب من أفراد الجيش الذين إلتقاهم فى حامية أعالى النيل بملكال الذهاب إلى دارفور لضبط الأمن, ذلك يكفى لتوصيل رسالته تماماً, أما أن يطلب منهم "سحق" الحركة فلا نظن أنها لغة توفيقية البتة, نعتقد بأَّنها قد قرعت فى نفس كل من قرأها حتى من بعض الذين من هم ليسو من أبناء الإقليم. إنَّ قيادات وأفراد الحركة المسلَّحة بدارفور لم ولن يبادروا بأذى لأى من أهل دارفور, إلاَّ من بادر بالعداء والإعتداء عليهم وعلى الأهالى, وهم عندما رفعوا السلاح إنما هدفوا لإنتزاع حق أهل دارفور, جميعهم دون عزل حتى القبائل العربية أنفسهم, ولذلك يجدر بنا أن نتفهم ما يقومون به, ولعلَّ الذين ينتقدونهم الآن سيدركون خطأهم ولنا فى تجربة الفصائل التى إنشقت عن الحركة الشعبية بجنوب السودان عظة وعبرة حيث نراهم قد هرولوا نحو الحركة الأم بعد أن تبين لهم صواب موقفها المبدئى.

 

وربما يكون مفيداً هنا أن نورد وثيقة تؤكد ما ذهبنا إليه فى تحليلنا عن تضاؤل تنظيم التجمع العربى, وهى حديثة صادرة من إعلام اللجنة السياسية لمجلس تنسيق القبائل العربية تم توزيعها مؤخراً بنيالا نعتقد بأنَّها تحتوى على بعض الإشارات الإيجابية بالرغم من تحفظنا على بعض الفقرات الواردة فيها, كما نتمنى أن تكون صادقة, ويا ليت لو تواترت البيانات الإيجابية من كل القبائل والأفراد والفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدنى, فإلى صيغة البيان:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

بيـان رقم (1) لجماهير ولاية جنوب دارفور

 

يقول المولى عز وجل ( يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر واثني وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله وأتقاكم), ويقول سبحانه وتعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان) صدق الله  العظيم

 

 لقد ظلنا نعايش ونتابع مشاكل ولايات دارفور عامة وجنوب دارفور بصفة خاصة بكل الآسي والحزن متفاعلين مع كل الجهود التي بذلت وتبذل لإيقاف كل مهددات الأمن من نهب مسلح وصراع قبلي حول الموارد الشحيحة أصلاً سواء كانت هذه الجهود رسمية وشعبية وذلك من خلال المؤتمرات واللقاءات التي تعقد على مختلف المستويات ولكن بحلول عام 2003م فوجئنا كما فوجئ الجميع بأن الأمر قد تغير كثيراً وأن هناك حركات مسلحة قامت بها بعض القبائل في دارفور الكبرى منادية بتحرير دارفور تارة وتحرير السودان تارة أخرى فرفعت شعارات [جيش تحرير دارفور D.L.A وجيش تحرير السودان قطاع دارفور S.P.LA] وظهرت شعارات أخري مثل [مفز] والذي يرمز إلى أسماء القبائل التي قادت التمرد في هذه الولاية بالأحرف الأولى من الأسماء ونتيجة لذلك تعرضت مدن الولاية الكبرى مثل الفاشر وكتم ومليط والطينة إلى غزو غادر راح ضحيته نفر كريم من أبناء الولاية من منسوبي القوات المسلحة والمواطنين العزل بجانب القوات النظامية الأخرى، ودمرت ممتلكات الشعب من طائرات ومخازن السلاح وأموال كثيرة نهبت ، ونشرت هذه الجماعات الهلع والخوف في نفوس المواطنين وروعت الأمنيين منهم وكان ذلك امتداداً لما حدث في قولو وطور ودربات مما يؤكد ارتباط هذه الحركات بعضها ببعض ووحدة قيادتها وبالتأمل الموضوعي والتقصي لمجريات الأمور ومن واقع البيانات الصادرة من هذه المجموعات القبلية، عبر مختلف وسائل الإعلام تأكد أن المقصود ليس هو المطالبة برفع الظلم ولكنه تحرير دارفور من العنصر العربي وكل من يتحالف معه سعياً لتفتيت دولة الإسلام والعروبة في السودان ، حسبما جاء على لسان وفدهم أمام سفراء الدول الغربية في إجتماعهم بنيالا بقاعة الشهيد الخليفة عبدالله يوم الاثنين الأول من ديسمبر 2003م وما وضح جلياً من خلال مقررات مؤتمر نرتتي ورؤية أعيان الفور لأحداث دارفور الكبرى في أجتماعاتهم بالخرطوم. وهكذا تستعين هذه الجماعات المتمردة بالأجانب وتستنصر بهم فيمدونهم بالسلاح والأموال والدعم المعنوي ويكفي ما قاله ممثلهم في لندن لإذاعة البي بي سي.

 

وحتى تجلي الحقائق للجميع فإن مجموعة القبائل العربية في دارفور الكبرى وجنوب دارفور خاصة لم ولن تجتمع لإقصاء أحد فأهدافنا تتمثل في دعم كل الجهود الرسمية والشعبية في بسط الأمن والسلام وتحقيق التنمية لكل أبناء السودان في دارفور وسيلتنا في ذلك العمل على القضاء جميع المهدات الأمنية المتمثلة في الآتي: -

1- النهب المسلح.

2- النزاعات القبلية.

3- العصبية القبلية تحقيقاً لقوله تعالى (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا).

4- التقرير بأن تناول السلطة يجب أن يتم عبر الشورى والعصبية الحزبية ومنظمات المجتمع المدني وليس على أساس القبيلة أو الجهة.

5- دعم الجهود الرسمية محلياً وقومياً في تحقيق التنمية المتوازنة لأبناء دارفور.

6- مد جسور التآخي مع الجارة الشقيقة تشاد تأكيداً للعلاقة الأزلية ذات الخصوصية حيث أن كل من السودان وتشاد عمق طبيعي وامتداد للآخر.

 

ومن أجل ذلك نعلن لجماهير أبناء دارفور خاصة ولأبناء السودان عامة أنه ليس هناك تجمع عربي ضد أحد فرداً كان أو جماعة وإنما توحيد للصف درءاً لأي مفسدة.

ومن هنا نناشد الذين تسترقهم الحزبية الضيقة والقبلية الممقوتة والجهوية المؤطرة أن يتقوا الله في مواطنيهم ووطنهم وإلا يتاجروا بقضية دارفور.

وإلى الذين تتاح لهم فرصة مخاطبة المسلمين من على منابر المساجد عليهم أن يتقوا الله أيضاً في تناولهم لقضايا الأمة والوطن بحياد ونزاهة ونسألهم أين كانوا عندما ضربت الفاشر ودمرت الطائرات وأزهقت الأرواح البريئة في كتم ومليط والطينة وقولو وطور ودربات.

 

أننا نمد أيدينا بيضاء للسلام عملا بقول الله تعالى الذي بدائنا به هذا البيان ونعلن وقوفنا مع كل الخيريين من أبناء الولاية وأبناء السودان عامة دعماً لدعوة الحق والإيمان إقراراً للأمن والسلام ،بسطاً للعدل والتعايش السلمي من أجل إعادة دارفور إلى سابق عهدها وذلك حتى تخرج الولاية والبلاد عامة من رق العصبية القبلية والتمرد والخروج على دولة الإسلام في السودان التي تجعل المواطنة أساساً لنيل الحقوق والقيام بالواجب لا الخضوع والخنوع والتباكي أمام أعداء الأمة والإسلام بل نعمل من أجل دارفور العزة والكرامة بالندية مع كل شرائح المجتمع المحلي والقومي والدولي دعاة أمن وسلام وتنمية واحتراماً لحقوق الإنسان التي أقرها رب العزة في قوله (وكرمنا بني آدم) يا أهل دارفور تعالوا إلى كلمة سواء لبناء مجتمع الوحدة والإخاء والتنمية ولرفاهية من أجل أجيالنا القادمة بأذن الله.

وإلى لقاء آخر إنشاء الله لكشف الهوية التاريخية.

(إنتهى)

 

ختام:

 

نعتقد إبتداءاً أن همَّ دارفور يجب أن يكون على قلب كل مواطن من أهل الإقليم وضمير كل سودانى, ولقد كررنا من قبل أنَّ أى خير يأتى للإقليم سيعم كل أهله وأى شرٍّ سيؤذيهم جميعاً, وعندما يميل البيت فإنَّ أهله هم من "يُلقُّونه" ويصلحون من شأنه, وبيت دارفور اليوم مائل ولذا يجب, بل يكون فرض عين, على بنيه المبادرة بذلك, ونود أن نرى إهتماماً أكثر من المثقفين تجاه ذلك, وعليه نريد أن ندلى بدلونا عبر مقترحات محددة فى محاولة لتبصر أقدامنا على طريق الحل, وهو جهد يجب أن نقوم به جميعاً دون عزل أو إقصاء لأحد, ونعتقد:

 

(1) أن يتحلى المثقفون وذوى المكانة من أبناء الإقليم بالتجرد من أى مصلحة ذاتية من أجل مصلحة دارفور, فالنظر لدارفور من خلال منظار عريض يستوعب أهله جميعاً هو الخطوة الأولى ومفتاح الحلول لمعظم المشاكل القائمة.

(2) أن يكون رأب الصدع الإجتماعى لأهل دارفور الهدف الأكبر والأسمى فى هذه المرحلة من أجل تمتين الوحدة وإرساء دعائم التعايش السلمى بين كل الطوائف.

(3) أن تكون هنالك هيئة لدعم السلام فى دارفور الكبرى وأن تعتمد أفكاراً وخططاً خلاَّقة ذات فعالية ومردود سريع لتثبيت دعائم السلم والتسامح الإجتماعى منها (كما ذكرنا فى مقالات سابقة) تكوين جيش للسلام يكون مكونَّاً من عناصر مؤهلة من أبناء الإقليم من حملة الشهادات الجامعية, و يتم تدريبهم فى فنون ووسائل فضِِّ النزاعات وتأهيل برامج للسلام وإقامة الورش الإعلامية ومراقبة المسارات والتدخل السريع فى حالات الحروب وتقديم الإغاثة.

(4) إنشاء هيئة إقليمية لتوفير مشاريع المياه وصيانة الموجودة منها ورسم خرائط بشرية و مائية وزراعية ورعوية للإقليم.

(5) أن تتم وضع برامج علمية وعملية لمكافحة الجفاف والزحف الصحراوى وإدخال عمليات رش البذور بالطائرات وتقليل الإعتماد على الفحم والحطب كمصادر للطاقة وإستبدالها بأنابيب الغاز والكيروسين.

(6) أن يتم إلغاء كل القرارات الفوقية التى صدرت فى عهد الإنقاذ لتفتيت ديار القبائل مع الحفاظ على مبدأ تمتع كل المواطنين بحقوق المواطنة فى التحرك والتملك والرعى والزراعة فى كل مناطق الإقليم دون التعدى على حقوق الغير أو اللجؤ للقوة.

(7) تثبيت ديار القبائل مثلما كانت فى ماضيها وعدم السماح للقبائل التشادية الدخول للإستقرار فى الإقليم.

(8) إعادة الإدارة الأهلية وتمكينها من القيام بواجبها فى الحفاظ على النسيج الإجتماعى والقبلى لأهل دارفور وإرساء دعائم التعاون والتعايش السلمى, وتحديثها من خلال إنشاء منبر أو مجلس أهلى يتكون عضويته من كل زعماء وشيوخ القبائل على قدم المساواة وتكون له أمانة عامة وتجتمع مرتين على الأقَّل سنوياً للتفاكر فى شئون الإدارة الأهلية بالإقليم.

(9) الإستفادة من الخبرات العالمية فى دعم التعايش السلمى مثل "مشروع أبيى" الذى طبقته وكالة المعونة الأمريكية فى منطقة أبيى وأحدث أثراً إيجابياً فى تلك المنطقة تغرى بتطبيقها فى دارفور.

(10) التنمية الإقتصادية والإجتماعية الشاملة من خلال إعتراف الحكومة للطبيعة السياسية لمشكلة دارفور والإسراع فى إثبات جديتها تجاه ذلك.

 

فى الختام أحب أن أوضح أن هدفى من هذه المقالات حول الجنجويد سابقاً, ثمَّ التجمع العربى حالياً, ليس هو "شيل حال" لأفعال قلة من أهل دارفور وأجانب غريبين عنها, بل إنَّه لمن أوجب الواجبات أن يعرف مجتمع دارفور خاصة, وكل المجتمع السودانى, وقبلهم الحكومة السودانية إن لم تكن تعرف, هذه الحقائق حتى تتم معالجتها بعمق وحكمة, ولذلك يجب أن تتوفر كل المعلومات مهما كانت مؤلمة فعن طريق تحليلها بحكمة وتعقل فى إطار البيت الواحد يمكن التوصل للحلول الجادَّة, من ناحية ثانية إنَّ سياسة دفن الرؤوس فى الرمال هى لبَّ المشاكل ومصدرها خاصة فى مجتمعنا السودانى المتشكل, وهو مجتمع ما زال قائماً على القبلية والعرقية والجهوية تطورت بصورة مزعجة خلال العقدين الماضيين على طول البلاد وعرضها, وهى دائماً ما تؤدى إلى تعقيد المشكلات إلى مستويات يستحيل معها الحلول التوفيقية كما نشاهد جلياً فى سيناريو المفاوضات الحالية للتوصل لسلام فى الجنوب, فلو جلس أولئك المتنفذون يومها إلى الإخوة الجنوبيين عام 1955م وإستمعوا إلى أشواقهم فى دولة السودان المستقل, وإلتزموا بها وطنياً ودستورياً, لما كان الحال كما هو عليه الآن, لكنه قصور فى النظر وضيق فى الأفق وشح فى الخيال البناء, ولذلك نتمنى ألاَّ تكرر الحكومة ذلك الخطأ القاتل مرة أخرى فى دارفور, ونسأل الله تعالى ألاَّ ينتهى هذا العام إلاَّ وقد تمدد غطاء السلام ليشمل كل دارفور بعد أن إقترب تمدده على جنوب الوطن, وكل عام وأنتم بخير.