نداء الى جميع أبناء غرب السودان

سودانيز اون لاين
7/14
at 7:24am CDT

تتابع رابطة دارفور بكندا بقلق شديد تصاعد الاحداث المأساوية فى دارفور منذ اندلاع الثورة المسلحة و تصاعد محنة المواطنين جراء القصف و القتل المتعمد للأبرياء من قبل العصابة الحاكمة... وتصاعد وتيرة الغضب الشعبى و الاستجابة الواسعة للمطالب العادلة التى أثارها الثوار بل و التأييد الواسع لانطلاق هذه الثورة التى تسعى لاعادة صياغة السودان على أسس جديدة ترتكز على المساواة و العدل بين جميع السودانيين بغض النظر عن ألوانهم و قبائلهم و أديانهم أو انتماءاتهم الجهوية.
لقد أثبت بروز هذه الثورة ان روح المقاومة لشعبنا و اصراره على بلوغ غاياته من الحرية و العدل تزداد قوه و اتقادا رغم الاضطهاد و التنكيل و التخويف الذى يمارسه النظام ضد هذا الشعب. فقد أحيت هذه الثورة امال متطلعى الحرية فى كل أرجاء السودان بقرب الخلاص النهائى و بزوغ فجر الحرية.
و لن تخيفها فى ذلك استخدام كلمات التجريم و نعوت التخويف التى يطلقها أبواق النظام على كل من يصدع بكلمة حق أو يطالب بعدالة التعامل لأبناء الأقاليم المهمشة.. بل و تدمغهم بالقبلية و العنصرية و الجهوية و بالمقابل يلبسون أنفسهم ثوب الوطنية و القومية و ما شابهها من الصفات التى تسوق لهم الأستمرار فى حكم السودان و نهب ثرواته لمصلحتهم و ازلال شعبه.
ان الصاق كلمة التمرد بثوار دارفور هى حيلة اخرى تحيكها عصابة الأستعمار الداخلى لعزل دارفور و تأليب الأقاليم الأخرى ضده بغرض سحقه و تدميره.. و هى بذلك تحاول تكرار تجربتها التى استطاعت للأسف الشديد تصوير جنوب السودان كمنطقة مسيحية مضادة للمسلمين ثم حاربته بامكانات الأقاليم الأخرى ظلما و جورا.. و زهقت فى ذلك أرواح الملايين من الشباب السودانى مستخدمين الدين مطية لبلوغ أهدافهم الشريرة فى الأحتفاظ بحكم السودان و لو أدى ذلك الى ابادة كل شعبه و تفتيت حرمة أرضه.
ان نظاما كهذا لا يجوز له أن ينعت الأخرين بالتمرد.. فان كان الجنوبيون متمردون و الغرابة متمردون و الشرق متمرد.. و ابناء النوبة و النيل الأزرق متمردون.. فمن بقى من السودان ليكون الأصل و المرجع الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه؟
علما بان النظام يتعنصر حتى فى استخدام الالفاظ ضد معارضيه فلم نسمع أن و صف المهدى أو الميرغنى أو أى من المعارضين من الأقليم الشمالى بالتمرد رغم انهم حملوا السلاح فترة من الزمن فى وجه النظام . و رغم ذلك فهم معارضون سياسيون و هى درجة من القبول السياسى خلافا لجهات السودان الاخرى. لا شك ان العصابة الحاكمة هى المعتدية على ارادة الشعب السودانى كله. و قد ادركت أنها معزولة و مهددة بالزوال الأبدى فى اى لحظة.. لذلك لجأت لاستخدام كل ما لديها من قوة لأسكات صوت الثوار... و مما افقدها ثوابها نجاح الثوار فى عدم الوقوع فى الفخ الحكومى و ذلك بتأجيج الفتن بين القبائل و تسليح بعضها لمهاجمة الأخر و حرق قراها و قتل أبنائها مما سيضطر الثوار كما تظن الحكومة بمهاجمة تلك القبائل و تعميق الفتنة بين أبناء الأقليم الواحد و بالتالى تبدو المشكلة و كأنها صراع بين قبائل دارفور كما تردد الحكومة ذلك مرارا.
و لكن رغم ثبوت مشاركة بعض الفئات المعزولة التى غررت بها الحكومة عن طريق الرشاوى و استحداث الوظائف الانية و الوعود الزائفة فى المشاركة فى مهاجمة الثوار و حرق قرى المواطنين.... تعاملت قيادة الثوار بروح عالية من الفهم لأساليب النظام.. فلم تهاجم أى قبيلة أو فرد بل ظلت تدعوا و أبقت زراعها مفتوحا لكل القبائل السودانية فى المشاركة فى شرف معركة الخلاص و هى تعلم أن قطع عنق الأفعى جدير بايقاف ضربات ذيلة.
ان رابطة دارفور بكندا تثمن عاليا هذا الموقف المسؤول و الواعى لقادة الثوار.. فلابد لهم أن يعملوا على كسب جميع فئات الشعب السودانى فهم وقوده و مصدر قوته غى هذه المعركة الشريفة... و بهذا الخصوص تكرر الرابطة مناشدتها للقبائل فى دارفور و كردفان أن تقف بالمرصاد لمحاولات الحكومة الدؤوبة لأستخدامها كمتارس بشرية لحمايتها... نقول هذا و نحن نعلم ان النظام يتجول بين قادة بعض القبائل الكردفانية حاملا أكياسا من أموال الشعب المسروقة لدفعها كرشاوى لهذه القبائل لتهب لحمايتها... و نتيجة لادراك هذه القبائل لحقيقة السياسة الدنيئة التى تمارسها الحكومة... لم تستجب قبيلة واحدة رغم الأغراءات المادية و الوعود السخية عادت الحكومة تجرجر ازيال الخيبة و الهزيمة و العار من كردفان الأبية... فالحكومة تريد استخدام قبائل الغرب لضرب بعضها البعض و بالتالى يخلو لها الأحتفاظ بالحكم و حفظ دماء القبائل التى تنتمى اليها.
ونتيجة لموقف هذه القبائل الرافضة و الهزائم المتتالية التى منيت بها العصابة الحاكمة و تعذر كسب اى معركة أرضية... لجأ النظام الى استخدام القنابل الحارقة و أسلحة كيميائية(كما أكدت ذلك قيادة الثوار) فى قصف القرى الامنة بالطائرات كماحصل فى كرنوى مزبد و أمبرو و أنكا و كورما و المناطق المحيطة بجبل مرة و القرى الواقعة حول فتابرنو.. فقتلت مئات الأبرياء من النساء و الأطفال و الشيوخ و الرعاة... و لم يسلم حتى الابار من التلغيم و الردم و قصف تجمعات الماشية فى أكبر حرب ابادة فى تاريخ السودان الحديث.
ان رابطة دارفور و نظرا لهذه التطورات الخطيرة و استجابة منها لمسؤليتها الوطنية ترى أن الوضع فى دارفور قد دخل مرحلة خطيرة يتطلب من جميع ابناء دارفور التفكير جديا و فورا فى عقد مؤتمر جامع خارج السودان لتمكين حضور أكبر عدد من أبناء دارفور و كردفان والمهتمين بامر السودان لمناقشة هذه الأوضاع المأساوية و التفاكر حول تكوين هيئة قيادة سياسية جماعية تكون من أولى مهامها:
1- محاصرة النظام دوليا و ذلك عبر التحرك الفعال فى محاور عدة على الساحة الدولية لكشف ممارسات النظام و انتهاكاته لحقوق الأنسان بصورة مستمرة.
2- التحرك النشط فى الأوساط الدولية المهتمة بقضية السودان للتعريف بالمطالب العادلة لأهال دارفور و كردفان و جميع المناطق المهمشة الأخرى.
3- تشكيل لجان تقوم بتحرك مضاد لتحركات النظام فى الدول العربية... اذ ان الحكومة تصور أن عروبة السودان مستهدفة من العناصر الزنشجية"كما تسميهم" لاستجداء مساعدات عسكرية من هذه الدول لأستخدامها لقمع الشعب السودانى.
4- تشكيل لجان أخرى تتحرك فى الساحة الأفريقية و الدول المجاورة للسودان لشرح الموقف بدارفور و كردفان و بقية المناطق المهمشة.
5- تشكيل هيئة للعمل داخل السودان... حيث تقوم هذه الهيئة بتنوير قبائل الغرب و افشال سياسة النظام التى تعمل على جر بعض هذه القبائل الى حلبة الصراع لمصلحتها. كما ينبغى تكوين لجان أخرى تتجه الى باقى أقاليم السودان لتعريفهم باحداث دارفور و تطمأنتهم ان هذه الثورة قامت لتصحصح الوضع فى السودان لكل فئاته و شعبه دون استثناء.
6- اقناع الدول الراعية لعملية السلام فى السودان بضرورة ايجاد حل عادل لمشكلة دارفور فى اطار المشكل السوداني ككل. خاصة و ان اى حل لايضع فى الأعتبار مطالب دارفولر وبقية المناطق المناطق المهمشة فى السودان سيكون حلا جزئيا محكوم بالفشل.

ان مؤتمر كهذا تزداد الحاجة اليه يوما بعد اخر خاصة فى ظل غياب تحرك سياسى خارجى واضح من ابناء الغرب لمساندة اشقاءهم فى الداخل... و فتح اعين المنظمات الدولية و مراكز الضغط الدولى لارغام النظام على وقف حرب الأبادة فى دارفور. اننا على ثقة ان الظروف الدقيقة التى يمر بها دارفور بصفة خاصة و السودان بصفة عامة كفيلة بجمع ابناءه بمختلف انتماءاتهم الحزبية و القبلية لوضع استراتيجية موحدة للتحرك السياسى ووضع المصلحة العليا نصب اعينهم... ليتم الخلاص النهائى و الى الأبد من هذه العصابة الأجرامية. كما تشيد رابطة دارفور بالنداءات التى توجهها أبناء غرب السودان و نخص بالذكر رابطة ابناء الغرب بلبنان و حركة اللجان الثورية المثابة السودانية بالخرطوم و التنظيمات الطلابية المختلفة بداخل الوطن.
و عاش السودان حرا مستقلا
رابطة أبناء دارفور بكندا
175
Catherine St> S#85
Hamilton ON. L8N 2K2
Canada
E-mail: darfurontario@yahoo.com