بسم الله الرحمن الرحيم

بيان هام من ابناء دارفور بالمهجر بخصوص وساطة الرئيس التشادى ادريس  دبى لايقاف الحرب  الدائر بين الحركات المسلحة  فى دارفور والحكومة السودانية

انعقد فى غضون الايام القليلة الماضية فى مدينة انجمينا عاصمة تشاد جلسة مفاوضات  سلام مع نظام الخرطوم  تحت وساطة الرئيس التشادى ادريس دبى ورقابة دولية من  الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربى والافريقى وبعض المنظمات الانسانية  وذلك للجلوس مع طرفى النزاع  والتحاور للوصول الى حلول سياسية لايقاف الحرب الدائر فى دارفور واتاحة المجال للمنظمات الانسانية لتقديم العون الاغاثى لللاجئين والنازحين . وفى وقت مبكر قبل وبعد بداية المفاوضات  حاول العديد من ابناء دارفور فى جميع انحاء العالم والمهتمين  لما يجرى فى دارفور ، الاتصال بوفد الحركة فى انجمينا  للتنسيق والتشاور معهم  اثناء سير فعاليات المؤتمر وقبله .  الا ان كل المحاولات باءت بالفشل نتيجة لما بدا وكأنه حصار محكم لاعضاء الوفد من قبل السلطات التشادية  ومنع اى اتصال او تواصل بينهم وبين اى طرف خارجى سواء كان من داخل تشاد او خارجه  ، الامر الذى هزم ابسط قواعد الوساطة الدولية والحياد  ، اذ المطلوب فى مثل هذه الحالات توفير الدولة الوسيطة لكل الوسائل والمتطلبات اللازمة وخاصة وسائل الاتصال و اتاحتها للطرفين على قدم المساواة دون تميز بينهما .

أمام هذا التصرف الغريب من السلطات التشادية ، جرت اتصالات هاتفية متواصلة خلال الايام الماضية ، وما يشبه الخطوط الساخنة بين ابناء دارفور فى كل من الخليج وامريكا وكندا واستراليا وبريطانيا وجنيف وهولندا والمانيا وفرنسا وشمال افريقيا وذلك للتشاور فيما بينهم لرسم موقف موحد وصارم تجاه الدور التشادى فى هذا الصراع ومحاولة الضغط على قيادات الحركات المسلحة فى دارفور لتبنى موقف واضح وصريح وايصال هذا الموقف للمراقبين الدوليين والاتحاد الافريقى وكل الاطراف المعنية بهذه القضية .  

عليه ، اتفق ابناء دارفور المهتمين بقضية دارفور الحالية فى كل من المناطق التالية على اصدار البيان ادناه  :

- ابناء دارفور فى منطقة الخليج

- ابناء دارفور فى اوروبا

- ابناء دارفور فى الولايات المتحدة الامريكية

- ابناء دارفور فى كندا

- ابناء دارفور فى استراليا

- ابناء دارفور  فى شمال افريقيا

                       

البيان

منذ بداية الاحداث فى دار فور قبل اكثر من سنة و نحن نتابع من على البعد مايجرى فى دار فور بصورة شبه يومية . ومع ذلك ، ونتيجة للدعاية المكثفة من قبل الحكومة فى المراحل الاولى للمشكلة - وحتى الى وقت قريب  - واتهام القائمين على العمل المسلح بانهم قطاع طرق وعصابات نهب ، قد ادى الى تضليل الكثيرين وخاصة فى ديار المهجر، وضاع وقت ثمين كان يمكن استغلاله لمحاصرة الامور قبل الانفجار اذا قدر للناس الاضطلاع على حقيقة الاوضاع و  تشخيص المشكلة فى وقت مبكر . وقد كانت  اتهامات الحكومة للحركات المسلحة بصفات  مثل عصابات نهب وقطاع طرق  ووجود اجندة خفية لبعض القبائل -  حتى يحييد الآخرين او جرهم إلى صراع قبلي محلى -  آثار سلبية على العلاقات القبلية فى دار فور والتي ساهمت بدورها إلى تعقيد المشكلة وتدويلها في النهاية . وقد كان خطاب الحكومة فيما يختص بهذه المشكلة  خطابا مضللا علاوة على انه كان أيضا مستفزا لا يحترم عقلية مواطن دار فور . وقد ظهر ذلك فى جولات النائب  الاول على عواصم الولايات وبعض مدن دار فور حيث شرح  للناس ان دار فور لا ينقصها التنمية وان اوضاعها احسن من كثير من الولايات . كما صنف الحركة المسلحة الى مجموعتين صغيرتين توجد احداها فى جبل مرة وتتكون من ابناء الفور والاخرى ببضع عشرات تتكون من ابناء قبيلة الزغاوة فى كرنوى . ومما زاد الامور غموضا وخاصة لامثالنا فى ديار المهجر انه خلال هذه الفترة لا يوجد فى الساحة  صوت غير صوت الحكومة وصوت الحركة كان شبه غائب مما جعل الكثيرين يتشككون عن حقيقة نوايا واطروحات الحركة .

بعد ذلك توسعت المعارك بين الحكومة والمجموعات المسلحة حتى وصلت المعارك الى مدينة طينة الحدودية وامبرو ثم انتقلت المعارك الى مناطق حول كتم وتدخل السلاح الجو السودانى فى المعارك ، ونتيجة للقصف الجوى الشديد قررت الحركة دخول مدينة الفاشر وضرب القيادة العسكرية  وتدمير الطائرات الحربية  وهى جاثمة فى المطار المدنى  وقد تم لها ذلك  وغنم من هذه العملية الكثير من  السلاح والعتاد والسيارات واسر مجموعة من العسكريين بما فيهم قائد سلاح الجو السودانى اللواء ابراهيم بشرى والذى كان يشرف بنفسه على العمليات . وهذه العملية بالذات  كانت نقطة تحول فى فهم حقيقة الحركة بالنسبة للكثيرين من ابناء دار فور فى الداخل والخارج  وخاصة بعد تصريحات اللواء ابراهيم البشرى بعد اطلاق سراحه والذى صرح  ان افراد الحركة ليسوا عصابات مسلحة وقطاع طرق كما يسميها الحكومة وبل هم اناس يقاتلون من اجل قضية دار فور وهى قضية عادلة ربما فقط يختلف الناس فى وسائل حلها .  ثم توالت المعارك فدخلت الحركة مدينة مليط وكتم وهزم الجيش المتواجد  فى منطقة ديسا وبدأت الحركة باعلان بياناتها العسكرية فى هذه المرحلة من خلال بعض الصحف الواسعة الانتشار كجريدة " الحياة " و "الشرق الاوسط " وكذلك من خلال القنوات الفضائية العربية والاجنبية والانترنت  .

 زيارة الرئيس ادريس دبى الى مدينة الفاشر للقاء الرئيس البشير فى بدايات المشكلة  وادلائه بالتصريحات المؤيدة  لنظام الانقاذ والتنسيق الامنى الذى تم بعد ذلك بدد للكثيرين من أهل دار فور دعاوى الحكومة بوجود " مشروع " لدولة زغاوة الكبرى ، هذا علاوة تصريحات البشير نفسه فى جريد الالوان وصحف اخرى حول بطلان هذه الدعاوى بعد عودته من اجتماع الفاشر . اضافة لذلك فان التفكير لمثل هذه الدولة لا بد من وجود تنسيق بين الرئيس ادريس دبى واهله الزغاوة فى السودان . ومن خلال متابعاتنا ايضا وضح لنا  انه ليس صحيح البتة لليبيا اى  دور فى مشكلة دار فور رغم وجود جزور لبعض القبائل فى ليبيا وتداخل قبلى ومصالح تجارية واجتماعية متبادلة بين ليبيا واقليم دار فور .

بمرور الوقت وتوالى الاحداث وتوسع المعارك وانتشارها وذهاب الكثيرين من اعيان دار فور القبلية ومثقفى دار فور المحسوبين للحكومة الى مواقع الحركة للقاء قادة الحركة مستغلين   علاقاتهم القبلية لاثناء  المقاتلين لالقاء السلاح وفشلهم فى ذلك أكد لاهل دار فور والسودان عامة عدم صحة الصبغة القبلية للحركة .

 بعد الضغوط العسكرية الكبيرة من الحركة وانهزام الجيش والمليشيات المساندة لها فى معارك الطينة وكلبس وابو قمرة اجبر الرئيس البشير للقيام بزيارة خاطفة لتشاد والطلب   من الرئيس دبى للتوسط بين حركة تحرير السودان والحكومة وكان نتيجتها توقيع وقف اطلاق النار بين الطرفين واعتراف الحكومة لاول مرة بالحركة كجهة مسلحة مطلبية سياسية . وبعدها جاء لقاء ابشى الثانى وفشله لعقد اللقاء ومن ثم انتقال المفاوضات الى انجمينا العاصمة واعلان انهيارها  من طرف واحد قبل انعقادها من قبل الوسيط والاحباط الذى اصاب الجميع انذاك وشكوكهم من ة حيادية  الوسيط . واتضح جليا فيما بعد ان الوسيط غير محايد وكان يلعب مع نظام الخرطوم " مسرحيات " وادوار امنية تمكن من خلالها نظام الخرطوم من حشد قوة من الجيش والجنجويد قوامها 25 الف وتمكن ايضا من احضار حربية من دول " شقيقة " . وعندما اعد نظام الانقاذ العدة من الوسيط ( الرئيس دبى ) ان يقول لوفد الحركة ان المفاوضات قد انهارت فعليا فى ابشى وتم استدعاءهم الى انجمينا فقط للتبليغ ! فكانت انهيار المفاوضات والهجوم المبرمج والقصف الجوى المكثف على القرى الآمنة والابرياء مما ادى الى انسحاب الحركة من مواقعها الرئيسية وانتهاج استراتيجية جديدة للانتشار حسب ما تم الاعلان عنها فى بياناتها العديدة .  اعلن الرئيس البشير على اثرها فرية  القضاء على الحركة وانتهاء العمليات العسكرية فى دار فور واعلان العفو العام والدعوة الى عقد مؤتمر فى الخرطوم لحل مشاكل دار فور و دعا  الحركة لحضور هذا المؤتمر . وفجأة ظهرت الحركة فى جميع انحاء دار فور ودخلت فى معارك ضارية مع الحكومة وقطعت الطرق وهدد المدن الرئيسية فى الاقليم وبل هدد الرئيس البشير وتحدته للقيام بزيارته المعلنة الى الاقليم كما اعلنت الحركة مقاطعتها للمؤتمر المزعوم فى الخرطوم فى بيانها الذى احتوى على مبررات مقنعة لمقاطعة المؤتمر فضلا عن مقاطعة القوى السياسية وفعاليات المجتمع المدنى  للمؤتمر بناء على موقف الحركة .  فى هذه الفترة بدأت الحركة بتنشيط   الجانب الاعلامى فى عملها وبدأت تصدر  بيانات عسكرية وسياسية بصورة شبه منتظمة علاوة على ظهور اعضاء للحركة فى ديار المهجر تولوا شرح الكثير من التساؤلات من السودانين فى هذه البلاد وخاصة ابناء دار فور .

نتيجة للحرج  الذى اوقع البشير نفسه مع الرأى العام المحلى والعالمى باعلانه غير الموفق بانتهاء العمليات العسكرية  والضغوط العسكرية التالية لها و التى تمثلت  فى هزائم الجيش والجنجويد فى مناطق شرق دار فور وخزان جديد وشعيرية وطويشة ومتورت ومعارك منطقة برام بالاضافة الى الضغوط الكبيرة من المنظمات الانسانية وتهديد الامين العام للامم المتحدة بضرورة تدخل عسكرى دولى لايقاف ما يجرى فى دار فور من التطهير العرقى والابادة الجماعية واستهداف المدنيين  . كل هذه الاسباب مجتمعة ساهمت فى دفع الحكومة لقبول الجلوس مع الحركة للتفاوض مرة اخرى فى انجمينا بوساطة  الرئيس التشادى . 

ولقناعة ابناء دار فور بدور التفاوض والحوار فى حل المشكلات  حاولت مجموعات من ابناء دار فور من داخل السودان وخارجه ، وقبل وقت كافى من بداية المفاوضات  ،  حاول بعضهم السفر الى انجمينا وخاصة من دول المهجر واستعدت مجموعات اخرى لاجراء اتصالات  مكثفة مع وفد الحركة فى انجمينا لتنسيق حول بنود التفاوض رغم علم الجميع ان هذه الجولة عسكرية وامنية بالدرجة الاولى . الا ان الكثيرين  قد اصيبوا بالصدمة لرفض البعثات الدبلوماسية الخارجية من اعطاء  التأشيرات لكثيرين ممن  قرروا السفر الى تشاد للمشاركة فى المفاوضات  او التواجد لتقديم النصح لاعضاء الوفد عن قرب ، هذا علاوة على  اكتشاف وجود  تنسيق  امنى مسبق  بين السلطات السودانية والتشادية وذلك لمحاصرة وفد الحركة ومحاولة قطع الاتصالات   او لقاءات مع وفد الحركة سواء كان من تشاد او خارجه .  وعندما تعذر الاتصال لان الفندق الذى يقيم فيه وفد الحركة كان تحت اشراف الامن السودانى ، حاول الاخوة ابناء دار فور من مواقع مختلفة من العالم التواصل بواسطة الفاكس مع اعضاء الوفد الا   ان اجهزة الفاكس فى الفندق لا تستقبل اى رسائل ، وكان للاسف الوسيلة الوحيدة المتاحة للاتصال هى اجهزة الاتصال بالاقمار الصناعية (الثريا) . ولعلم القراء ان كل هذه المعلومات التى نذكرها الآن زودتنا بها مشكورة اجهزة الامن التشادى والتى كانت افرادها فى غاية من  الاسى والاحباط  طوال فترة التفاوض  وذلك لتدخل اجهزة الامن السودانية فى صميم عملهم " السيادى " والمؤسف بالنسبة لهم هى ان التوجيهات فى هذا الخصوص ترد من اجهزة عليا فى الدولة وبالتالى لا تترك اى فرصة لافراد الامن التشادى للتصرف التقديرى فى التعامل مع هذاالموقف . ورغم هذة العقبات الحقيقية والمعاملة السيئة من جانب الوسيط فقد تحمل اعضاء وفد الحركة وواصلوا التفاوض مع الحكومة حتى تم التوقيع على اتفاقية وقف اطلاق النار .  ومما يؤسف له ويدمى الفؤاد الطريقة التى غادر  بها الدكتور الشريف حرير وزملاءه من وفد الحركة للفندق  وهى كانت اشبه بالطرد العلنى بالاضافة الى التفتيش الشخصى المهين واجبارهم على مغادرة البلاد فى اقرب وقت ومن اقرب مخرج ، وهى تصرفات ليست فى حقيقتها إهانة للدكتور شريف ووفد الحركة  وبل اهانة لانسان دارفور وقضيته العادلة  والذى كان خطأه الوحيد هو استضافة الرئيس دبى مرتين فى دارفور فى الماضى القريب ، ولم يستضيفه انذاك كرئيس دولة بل كان هاربا وطالبا للحماية من خصمه اللدود انذاك وهو الرئيس حسين هبرى ، فسبحان مغير الاحوال من حال الى حال . ولم تكتفى الاجهزة الامنية التشادية والسودانية بالمضايقات فى مدينة انجمينا لاعضاء وفد الحركة الذين غادروا عن طريق انجمينا  فحسب ، بل قامت بمتابعة مجموعة من اعضاء الوفد الى مدينة الطينة وهم فى طريقهم الى قواعدهم فى السودان واعتقلت مجموعة منهم وهم كل من السيد/ يوسف احمد حامد ، السيد/ عمر سليمان ضحية ، السيد/ على سليمان والسيد/ موسى عبدالجبار وآخرون .  الا ان تدخل بعض  النافذين من اجهزة الامن والعسكريين التشاديين حال دون تسليمهم الى السلطات السودانية وهى حادثة لو تمت ،  بالتأكيد ستكون كارثة  لم تسلم منها حتى  نظام ادريس  دبى ناهيك عن نظام الانقاذ  فى السودان .

وقد وصل القادة المذكرين الى قواعدهم فى السودان بالسلام . ونشير ثانية الى ان  كل هذه المعلومات الدقيقة عن سير المفاوضات وتداعيات سفر وفد الحركة فى انجمينا والطينة والمآسى التى تعرضوا لها قد  تم الحصول عليها من اجهزة الامن التشادية ، والغريب ان اعضاء الوفد لم يدلوا حتى الآن باى تفاصيل عن  هذه الاحداث رغم انهم اكدوا ذلك تماما عند سؤالنا لهم .

أذن ، اذا كان هذا هو موقف حكومة تشاد ، البلد الجار لدار فور الذى يوجد بين شعبينا التداخل والتعايش القبلى والذى كان ادريس دبى اكبر المستفيدين فى يوم من الايام ، وهى دولة جارة للسودان تبنت استضافة المفاوضات رغم ملاحظات وفد الحركة فى الجولات السابقة كوسيط       من المفترض توفر صفات معينة للقيام بهذا الدورومع ذلك تجاوزت  الحركة عن اخطاء الوسيط السابقة مع الامل بعدم تكرارها فى الجولات القادمة الا ان الوسيط تمادى فى نفس الخط وبل زاد على ما سبق من تجاوزات . من هنا نحن كابناء دار فور فى المهجر نعتقد جازمين ان حكومة تشاد ماعادت محايدة فى هذا الصراع وبالتالى يسقط عنها صفة الوسيط وبل نعتبر عودة وفد التفاوض الى تشاد لاى مؤتمر لاحق خطر على سلامة اعضاء الوفد قبل ان تكون مهدد اساسى للقضية ونحاحها ، وبل نعتبر الرئيس دبى مصدر تشويش وركن اساسى من اركان المؤامرة مع نظام الخرطوم  . ومن هنا ، وبناء على ما سبق لا بد من الآتى :

اولا :  نطالب  السلطات التشادية الاعتذار صراحة لاهل دار فور لان اهانة الوفد تعتبر اهانة لاهل دارفور.

ثانيا : نوجه رسالة قوية لقيادة الحركة الا تفكر فى المستقبل لحضور اى جولة جديدة من المفاوضات فى اى مدينة فى دولة تشاد .

ثالثا : نوجه رسالة مماثلة للمراقبين الدوليين ، ممثلى الولايات المتحدة الامريكية ، الاتحاد الاوروبى ، الامم المتحدة والاتحاد الافريقى وسحب ثقة الحياد من تشاد من  الصراع الجارى فى دار فور وان يتم البحث بجدية  من الآن وبالتنسيق  مع الفرقاء عن مقر محايد آخر لاستضافة المفاوضات سواء كان فى اوروبا او اى مكان آخر يتم الاتفاق عليه .

رابعا : على الحكومة السودانية ان تكون جادة فى حل المشكلة بالتفاوض والحوار مع ابناء دار فور والسماح لكل الذين يريدون مشاركة الحركة لانتزاع حقهم بدلا من ممارسة الادوار الامنية الخبيثة التى تلعبها مع تشاد للتشويش على القضية وايهام الرأى العام العالمى وتخفيف نبرة المجتمع الدولى وصرف انظارها الى قضايا هامشية .

خامسا : على الحكومة السودانية الا تحاول اخراج  نفسها من الجريمة واخفاء اسم الجنجويد واصرار تسميتها بالمليشيات المسلحة فى محاولة لضمها الى الجيش النظامى والدفاع الشعبى لان اقطاب النظام ضالعون فى الجريمة والجنجويد معروفون بقادتهم وقبائلهم واسمائهم فلا مجال لطمس وجودهم .

سادسا : على الحكومة السودانية ان تفهم بان مؤتمر السلام والتنمية " التى تروج لها ما هى الا اكذوبة من اكاذيب النظام وفخ من عينة فخ النقابات القديمة التى من خلالها تدعى الانظمة الدكتاتورية من تنفيذ مطالب الشعب وتقترب منها بكلمات معسولة ووعود واهية ثم اذا خف ثورة الشعب وتشتت يتنصلون من وعودهم .

أما نحن كأهل دارفور وأصحاب القضية اذا ترك  لنا الخيار فنحن نرى انه من المفيد عقد المفاوضات فى دولة جارة وعربية ونرى ان هنالك  دولتان فقط مؤهلان لهذا الدور فى الظروف الحالية  و هما الجماهيرية العربية الليبية والمملكة العربية السعودية ، لان كلتا الدولتين لهما ميزة لاهل دار فور ،  فالجماهيرية الليبية دولة جارة لدار فور وتربطها علاقات تاريخية وتداخل قبلى ومصالح تجارية مشتركة مع الاقليم  وهنالك جالية كبيرة من ابناء دارفور  موجودة فى ليبيا بالاضافة الى وجود ثقة بين الشعبين ومعرفة لصيقة لليبيا باحوال دار فور .

اما المملكة العربية السعودية فهنالك علاقات تاريخية مع مملكة الفور فى الماضى  بالاضافة الى مكانة المملكة فى العالم العربى والاسلامى كقبلة للمسلمين علاوة على السياسة المتزنة التى تتبعها مع كل الدول علاوة على تجاربها فى نزع فتيل النزاعات ، مثل مؤتمر الطائف الذى انعقد لللبنانيين  ومؤتمر مكة المكرمة للفرقاء الافغان بالاضافة الى الكثير من القضايا فى العالمين العربى والاسلامى التى ساهمت فيها المملكة فى حلولها . أما اذا  تعذر عقد الجولة القادمة فى هذين الدولتين ( لا  قدر الله ) فلا نرى خيارا آخر غير عقدها فى اى  دولة اوروبية .

 

ونسأل من الله التوفيق والسداد

 

ابناء دار فور فى المهجر

 

جنيف - سويسرا

 

الثلاثاء 23 صفر 1425 الموافق 13 ابريل 2004 م