بسم  الله الرحمن الرحيم

                                    رسالة مفتوحة من رابطة أبناء دارفور بفرنسا إلى الثوار بدارفور

الاخوة الأفاضل.

لكم التحية والتجلة و التقدير، إن الثورة التي انطلقت من إرادتكم وعزيمتكم بدأت في بلورة واقع دارفوري يتطلع لنيل كل مكتسباته وحقوقه المستلبة ، وفي مسيرة الثورة دفع أهلنا كل شي ثمن قناعاته بهذه المطالب الحقة وثمن دعمه للثورة الوليدة ، فكان استهداف النظام و مليشياته لهم في نهب أموالهم في سعي لإفقارهم ، و إذلالهم في الكسب المعيشي بمنعهم من ممارسة حرث أرضهم بل جعلها مراعي لمليشياته ، ثم عمليات الحرق التي طالت غالب القري وما لازمها من تدمير للمدارس وإتلاف لمصادر المياه، أما الناس فقد طالهم أساليب الموت المروعة و المختلفة بدءا بالقصف الجوي بأشكاله المتنوعة- من قاذفات الأنتنوف ومقاتلات الميج وهليكوبترات الموت- مرورا بكل الآلة العسكرية الثقيلة والمتوسطة وانتهاءا بالهجمات المباشرة للقري وممارسة القتل بطرقه المتعددة و التمثيل بالقتلى ثم هناك عمليات الاغتصاب التي لازمت عمليات حرق القري وهي العمليات التي طالت أخواتنا وزوجاتنا و أمهاتنا بكل فئاتهمن العمرية وأيضا تمت بأساليب ممعنة في الإذلال وبجانبها تمت عمليات سبي لبعضهن.

الأخوة الأفاضل.

أننا هنا في المهجر لمسنا كل هذا الإذلال الممارس في ديارنا وفي أهلنا وكان إدراكنا وقتالنا في إطار وجودنا في وسط المجتمعات التي أقمنا فيها فكانوا خير عون لنا، وإن كان النضال يتطلب الكثير إلا إننا في بداية المسير ، و هنا نتطلع لأن تكون هذه الهدنة فأل خير وبداية النهاية للمظالم بدارفور و السودان ،و لكن هذه الهدنة قد تكون استراحة قصيرة تدور بعدها رحى الحرب و آلة الموت عندنا، لذا أقول لكم أخوتي إن الأحداث التي اختصرناها في بداية الرسالة هي أمور تعد معالجتها أهم من التنمية ومعالجة التهميش من حيث الأولوية، ذلك إن العرض الذي هتك لا يمكن تعويضه بمشروع تنموي، ذلك أن الواقع المجتمعي عندنا يحتاج لرد المظالم قبل كل شي، إذ ليس هناك عفوا لمغتصب امرأة أو قاتل طفل أو مذل شيخ .

الأخوة الأفاضل.

إن معركة كل دارفوري اليوم هو رد الاعتبار لضحايانا ، ضحايا سياسة الأرض المحروقة وسياسة العوربة-Arabisation- واغتصاب الأراضي، هذه المعركة قد تأخذ أجيالا منا ولكنا واثقون من النصر، لدينا التزام قيمي- دافعه حماية و صون أعراضنا وحماية مكتسباتنا والمطالبة بحقوقنا – يدفعنا للقتال لاخر فرد منا لأجل خلق واقع يعتز به كل دارفوري، لأن السلم الاجتماعي في دارفور يرتكز أساسا علي رد المظالم و محاسبة كل من أجرم في حق هذه الأمة الصامدة.

الأخوة الأفاضل.

ان الأمانة الملقاة علي عاتقكم لكبيرة و انتم رجالها، هذه الأمانة هي حقوق هذه الأمة التي ’تلقي بكل آمالها عليكم في مفاوضاتكم القادمة فكونوا كما عهدناكم مصدر ثقة  و فخر و اعلموا إننا  من خلفكم نشد من أزركم.والله

أنور أدم

السكرتير الإعلامي للرابطة