المراحيل والجنجويد .. مليشيتان ارهابيتان

  المراحيل والجنجويد مليشيتان عربيتان اسلاميتان ارهابيتان .كانت جنوب السودان اول منطقة سودانية تعانى من ماساة هاتان المليشيتان الارهابيتان.وتاسست اولهما المراحيل فى عام 1986 على يد حكومة الاحزاب برئاسة الصادق المهدى واسست هذه المليشيا لدعم القوات المسلحة فى حربها ضد الجنوب.

والمراحيل لايتقاضون اجرا من الحكومة المركزية مقابل مساندتهم القوات الحكومية فى الحرب ولاتطالب بتعويضات على شهدائها وانما تحصل على اجرها وتعويضاتها  فى الجنوب . وذلك عن طريق  نهب المواشى والممتلكات واختطاف الاطفال والنساء.وتسببت خسائر المراحيل فى موت كثير من الابرياء من جراء الجوع والعطش كما  قامت ايضا بحرق القرى والمحاصيل الزراعية وردم الابار واستخدام النساء والاطفال كعبيد فى الشمال ولاسيما مناطق كردفان .

وكانت اكبر وابشع انواع المذابح والمجازر التى ارتكبها المراحيل هى مذبحة الضعين التى راحت ضحيتها  مئات من الدينكا  تمت احراقهم فى عربات  القطار بالضعين فى مايو 1987 واكتفت الحكومة انذاك بالادانة الحادث فقط.

ولم تقوم الحكومة بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق فى الضعين ولم تحاول لالقاء القبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة حتى تكون درسا لكل من تسول له نفسه بارتكاب مثل هذه الجريمة النكراء.

وتعتبر السكوت على مثل هذه الجريمة الوحشية جزء من لعبة شمالية قديمة التى تعتبر قتل الجنوبى  حق مشروع عندما تكون فى السلطة وتكون قتل الجنوبى حراما عندما تكون فى المعارضة لنظام الحاكم.

والمراحيل عبارة عن قوات شعبية ذات اصول الارهاب يومنون بعقيدة الحرب والقتل والنهب كاساس للرفاهية فى الحياة.وانه بدون حرب ونهب لاسبيل للحصول على الحياة الراقية. وتدعمهم الحكومة بالشعارات عديدة لرفع الروح المعنوية لهم فى الحرب ومن هذه الشعارات الجهاد فى سبيل الله ودفاع عن الاسلام .

وكل هذه هى شعارات وهمية لتبرير الحرب  واستمرار  فى النهب ولاعلاقة لها بالدين والاسلام برىء كبراءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب لان الاسلام قام على التعايش السلمى  وضد العنف والتفرقة ونهب اموال الاخرين .

وكان لاتفاق مشاكوس دور هام فى انقاذ شعب جنوب السودان من ماساة المراحيل وهو تنفيذ وقف اطلاق النار بين الحكومة والجيش الشعبى مما ادت لتجفيف منابع النهب للمراحيل فى الجنوب.

ولان هولاء المراحيل مهمشين مثل غيرهم فى السودان  وتريد الحكومة ان ينشغلوا بالنهب لئلا يثوروا عليها فقامت بحشدهم فى حربها ضد دارفور. وغيرت الاسم الى الجنجويد لان اتجاه المعركة تغيرت من الجنوب الى الغرب ولان الحكومة تدرك ان لابد من ايجاد شعار للحرب فى دارفور حتى تتمكن الجنجويد لاداء دور مهم فى الحرب لذلك منحتهم الحكومة شعار اخر وهو الدفاع عن العروبة. لان شعار الجهاد فى سبيل الله لاتصلح فى دارفور لانها منطقة مسلمة على عكس الجنوب.

وتريد هولا الجنجويد ارتكاب ماساة الجنوب فى الغرب والا تدخل المجتمع الدولى لوقف هذه المعاناة قبل ان تحدث .

وعلى الحكومة ان تبحث عن مستقبل  هذه القبائل التى تتالف منها المراحيل والجنجويد لان ما يقومون بها اليوم ستنعكس سلبيا على علاقاتهم الاجتماعية مع جيرانهم الذى يحاربونه اليوم.

واذا كانت الحكومة تريد الوحدة الوطنية ومصالحة بين القبائل العربية والافريقية فعليها ان تضبط تحركات الجنجويد  وان تلتزم بوقف اطلاق النار فى دارفوروبحث عن التفاوض والسلام مع ثوار دارفور قبل ان تتعمق المشكلةوتتعقد لان ذلك لايصلنا الى الوحدة الوطنية المنشودة ولاتحقق اقامة دولة السودان الجديد الموحد.